نشرت صحيفة "لوتون" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن إمكانية تزامن احتفال المسلمين بعيد الأضحى لهذه السنة مع إحياء ذكرى أحداث 11 أيلول/سبتمبر الإرهابية، وهو ما أثار قلق المسلمين الأمريكيين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن المسلمين في انتظار تحديد يوم
عيد الأضحى حسب وضوح رؤية الهلال للاحتفال بهذه المناسبة الدينية الهامة. ويمكن أن تصادف هذه المناسبة موعد إحياء ذكرى أحداث 11 أيلول/سبتمبر التي استهدفت مركز التجارة العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقلا عن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أشارت "لوتون" إلى أن إمام مدينة لونغ آيلاند سرعان ما أدرك أن هذه الصدفة المحتملة بين ذكرى
الهجمات والاحتفالات الإسلامية يمكن أن تثير جدلا واسعا. وقد صرح أن "هناك أشخاصا سيستغلون هذه الفرصة للتحريض على المسلمين وسيروجون لفكرة مباركتنا لأحداث 11 أيلول/سبتمبر".
وقد تسبب ذلك في اندلاع موجة قلق اجتاحت صفوف المسلمين الأمريكيين في وقت احتدم فيه الجدل السياسي حول هذا الموضوع وتصاعدت أعمال العنف ضد المسلمين مثل حادثة قتل إمام ومساعده في حي كوينز في الشهر الجاري.
وتجدر الإشارة إلى أن المسلمين يتذكرون جيدا كيف تستهدفهم الشرطة الأمريكية بعد كل عملية إرهابية.
وتجدر الإشارة إلى أن كل الأمور مرتبطة باليوم الذي سيظهر فيه هلال شهر ذي الحجة، الموافق لشهر أيلول/سبتمبر، علما أن العيد سيكون بعد عشرة أيام من هذا التاريخ.
ويقول مسؤول إسلامي من مدينة نيويورك: "إن هذا الاحتفال يمكن أن يكون احتفالا بما خلفه هجوم 11 أيلول/سبتمبر سنة 2001 الإرهابي من ضحايا. لقد تأثرنا بما حدث ذلك اليوم وذكراه ستظل خالدة في أذهاننا ونحن نحييه ليس لأننا مسلمون، ولكن لأننا أمريكيون".
وذكرت الصحيفة أن "نيويورك تايمز" الأمريكية أفادت أن العديد من المسؤولين المسلمين اتصلوا بالسلطات لوضع تدابير سلامة تضمن أمنهم. وقد تخلت بعض المساجد عن تنظيم خطب العيد في الهواء الطلق وذلك لتجنب التجمعات في الأماكن العامة.
وأفاد هذا الإمام في مدينة لونغ آيلاند، الذي تعرض لهجوم في مسجده في شهر حزيران/يونيو أن "هناك الكثير من الكراهية، وأيضا الكثير من الجهل".
وفي ديربورن، ميشيغان، أكبر المناطق التي تضم تجمعات أمريكية عربية، دعا إمام المركز الأمريكي للمسلمين إلى الاحتفال بالعيد على طريقتهم المعتادة حيث صرح أنه "يجب علينا أن ننتبه ولكن ليس إلى حد "شل" حياتنا اليومية".
ومع ذلك، أعلن إمام مسجد "الجامايكي" في مدينة كوينز "أن صلاة العيد ستصلى خارجا. ويستقطب هذا الحدث الديني عادة حوالي 20 ألف شخص، الذي يجعل صلاة العيد من أكثر الاجتماعات شعبية في نيويورك".
وبينت الصحيفة أن المواطنين غير المسلمين والوعاظ الدينيين مرحب بهم أيضا في الاحتفال بهذه المناسبة الدينية. وقال الإمام عن التسامح الديني: "إذا كان البعض يحاول بناء الجدران، فنحن نبني الجسور".