كشف قائد فصيل "ألوية فجر الحرية" التابع للجيش الحر، نزار خطيب، المكنى بـ"أبي الليث"، وهو قائد سابق في حلب لفصيل عسكري تحالف مع "
الوحدات الكردية"، عن علاقته بهذه الوحدات، وعن بداية تشكيل "
جيش الثوار" أو ما يسمى بـ"قوات
سوريا الديمقراطية" التي تشهد انشقاقات من قبل بعض مكوناتها "العربية".
وبدأ "أبو الليث"، القائد العسكري السابق لكتائب "غرباء الشام" حديثه لـ"
عربي 21"، بتوضيح بعض الأمور التي دفعت به للتحالف مع "الوحدات" الكردية في منطقة رأس العين، حيث بين أنه "بعد تحرير مدينة رأس العين من النظام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 على يد كتائبنا، بدأ القتال بيننا وبين القوات الكردية التي حاولت السيطرة على المدينة، وحينها طلبنا مؤازرات عسكرية من لواء "التوحيد" القوة الضاربة في الشمال السوري حينها لصد الهجوم علينا، لكن لم تأتنا تلك المؤازرات إلا بأعداد محدودة جداً".
وعن سبب امتناع "لواء التوحيد" عن إرسال مؤازرات حقيقية، أوضح أن "المعارضة كانت حينها تفضل عدم الخوض مع صدام مباشر مع الأكراد، وكانت تصر على أنهم جزء من الثورة السورية"، مبينا: "لم يكن لدينا حل حينها إلا الدخول في اتفاق صلح مع "الوحدات"، بسبب رجاحة الكفة العسكرية لصالحهم في حال قررنا القتال معهم".
وتابع: "فيما بعد نشبت خلافات بين فصائل من الجيش الحر وكتائب "غرباء الشام"، لتنتهي بحل الأخيرة، حيث لم نجد من يحتضننا من المعارضة في حلب كعسكريين إلا الأراضي التي تخضع لحكم "الوحدات" في عفرين وعين العرب كوباني".
واستطرد أبو الليث قائلا: "بعد وصولنا لمدينة عفرين، شكلنا ألوية "فجر الحرية"، وبدون قصد ساعدنا "الوحدات" على الظهور بمظهر الطرف العسكري البعيد عن العنصرية".
وحول الدعم الذي تلقوه، قال القائد العسكري: "في الوقت الذي تم فيه الإفصاح عن الدول الداعمة، تم التلميح إلى وجود شخصيات عربية "لبنانية" على قائمة الداعمين".
وزعم "أبو الليث"، الذي اعتقل من قبل "الوحدات" فيما بعد، أن أوامر صدرت عن
النظام السوري وبتنسيق مع "حزب الاتحاد الديمقراطي"، بتشكيل "جيش الثوار"، وأعقب على ذلك بالقول: "لم نكن نعلم بحقيقة هذا الجيش الذي كان فصيلنا "ألوية فجر الشمال" أحد الأطراف الرئيسية فيه، بالإضافة إلى جبهة الأكراد"، مشيراً إلى محاولات الاغتيال المتكررة التي تعرض لها لأكثر من مرة على خلفية معرفته بهذا السر.
وعند اندلاع المعارك في جبل الزاوية بين "جبهة ثوار سوريا" و"جبهة النصرة" في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، التي انتهت بانسحاب الأولى من محافظة إدلب، أوضح "أبو الليث" أنه التقى قائد فصيل "جبهة ثوار سوريا" جمال معروف في مدينة "الريحانية" التركية، وتوجه له بالنصح بأن "لا يكرر الخطأ الذي وقع فيه، أي التحالف مع الأكراد، لكنه رفض قبول النصيحة، ودخل في حلف معهم حتى الآن، ويقود هذا التحالف أبو علي برد على الأرض، لكن القيادة الفعلية لازالت بيد جمال معروف".
كما وصف "أبو الليث" كل من يقاتل إلى جانب "الوحدات" بـ"المرتزقة"، ورأى أنه "بعد أن ظهرت الوحدات الكردية على حقيقتها، لم يعد هناك مبرر لمواصلة القتال معها"، مشددا على أن "ولاء كل القادة العرب الذين انضموا لقوات سوريا الديمقراطية فيما بعد للقضية الكردية".
وفي تقييمه لما يجري من انشقاق من بعض المكونات العربية عن "قوات سوريا الديمقراطية"، وضع أبو الليث "جبهة الأكراد، وجيش الثوار، وقوات سوريا الديمقراطية"، في خانة واحدة، مبينا أن "حزب الاتحاد الديمقراطي والولايات المتحدة يسعيان لاختراق الثوار من خلال هذه المسميات"، وتابع أن "كل من يعلم بحقيقة هذه الفصائل من العرب لابد وأن يعلن انسحابه عنها، إلا المرتزقة منهم".
وحول مستقبل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بعد التدخل التركي العسكري الذي انعكس على الدعم المباشر المقدم لفصائل الجيش الحر شمال سوريا، رأى أبو الليث أن مشروع "الوحدات" العمود الفقري لـ"قسد" قد "انتهى إلى غير رجعة"، مبيناً: "انتهى مشروعهم العسكري، لكن سوف يتم العمل على استيعابهم سياسياً، كطرف سياسي يشارك في حكم سوريا المستقبل"، على حد قوله.