تظاهر مئات من البوذيين القوميين المتطرفين في إقليم يانغون وسط ميانمار مطالبين بإلغاء لجنة استشارية شكلتها الحكومة برئاسة الأمين العام السابق للأمم المتحدة
كوفي عنان بهدف حل مشكلة مسلمي
الروهنغيا في إقليم أراكان.
وأعرب نحو 400 متظاهر تجمعوا في منطقة "بو سين هامن" بإقليم يانغون (العاصمة السابقة لميانمار) عن رفض
هم لترؤس "عنان" للجنة بصفته أجنبيا.
وقال "فو ثار"، أحد منظمي المظاهرة، للأناضول، إن "المحتجين على علم بإمكانية لعب اللجنة دورا كبيرا في حل المشاكل بإقليم أراكان، إلا أنهم يرفضون وجود أجانب في اللجنة".
ولفت ثار إلى أن "اللجنة بوضعها الحالي ستضر بسيادة الدولة"، متسائلا "ماذا لو اقترحت قبول البنغاليين (المسلمين) على أنهم مجموعة إثنية؟".
ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهنغيا في مخيمات بولاية "أراكان"، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982، إذ تعتبرهم الحكومة مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش، بينما تصنفهم الأمم المتحدة بـ "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم".
من جانبه، قال "آيا لوين"، وهو محام شارك في المظاهرة، للأناضول، إن "المسألة شأن داخلي، ولدينا حلول بالنسبة لأراكان، ولسنا بحاجة لتوصيات الأجانب".
وفي السادس من آب/ أغسطس الجاري، خرج حوالي ألف بوذي إلى شوارع ولاية "أراكان" غربي ميانمار، احتجاجا على وصول عنان، في زيارة تستغرق 6 أيام، على خلفية تكليفه من قبل حكومة البلاد، بترؤس اللجنة.
واتهم تين هتو أونغ، رئيس شبكة أراكان الوطنية ذات المرجعية البوذية، وهي منظمة ناشطة، الأحد، في اتصال هاتفي مع الأناضول، اللجنة الاستشارية بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
من جانبه، أعلن حزب "أراكان القومي" البوذي، إنه لن يقابل اللجنة أو يتعامل معها.
وفي وقت سابق، أعلنت مستشارة الدولة أونغ سان سوتشي، في بيان، أن "اللجنة تتكون من 9 أفراد لحل "قضايا مطولة" في المنطقة، برئاسة كوفي عنان، الحاصل على جائزة نوبل للسلام أيضا، مشيرة أن "اللجنة ستشكل من ثلاثة خبراء دوليين، وستة محليين يعتبرون من ذوي الخبرات العالية ويعرف عنهم الحيادية".
ويُعرف المركز الروهينغي العالمي على موقعه الإلكتروني، الروهنغيا بأنهم "عرقية مضطهدة في إقليم أراكان منذ 70 عاما، وقد مُورس بحقها أبشع ألوان التنكيل والتعذيب، حيث تعرضت للتشريد، والقتل، والحرق".
ومع اندلاع أعمال العنف، ضد مسلمي الروهنغيا، في حزيران/ يونيو 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على فرص عمل، ما أوقعهم في قبضة تجار البشر.