نشر موقع "كوارتز" الأمريكي تقريرا؛ تحدث فيه عن المستثمرين الذين قرروا التوجه إلى الأراضي
الفلسطينية لإنشاء مشاريع هناك.
وقال الموقع في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هؤلاء المستثمرين "متفائلون" حول إنشاء أعمال تجارية في فلسطين، على الرغم من الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها البلاد.
وفي هذا السياق، قال كريستينا غانم، وهي صاحبة شركة للملابس الداخلية في رام الله، إن "التفكير في إنشاء عمل تجاري هنا من شأنه أن يكون عملا سياسيا يخدم القضية الفلسطينية".
وأسست كريستينا غانم شركة الملابس الداخلية "كنز ومان"، في رام الله عام 2015، مع شريكتها نيكولا إيزابيل، لأنها كانت تريد المساهمة في تنمية
الاقتصاد الفلسطيني ومساعدة السكان، على الرغم من أنه كان بإمكانها إنشاء مثل هذا المشروع في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي كريستينا تريد أن يكون لها تأثير فعال على الواقع الفلسطيني على المدى الطويل، كما تقول.
وغانم هي نموذج عن المستثمرين الشباب الذين لم يُعقهم واقع الاحتلال المرهق ولا حواجز التفتيش بين المدن الفلسطينية. كما أن غانم لم تهتم بعدم توفر تغطية كافية للإنترنت من شأنها أن تسهل لها طبيعة عملها، فضلا عن عدم خوفها من تصاعد "الأعمال العدائية" بين
الإسرائيليين والفلسطينيين.
وذكر الموقع أن الفلسطينيين يواجهون مشكلة حتى في الحصول على المياه الصالحة للشرب، وذلك بعد استيلاء الاحتلال الإسرائيلي على جميع مصادر المياه الرئيسية منذ سنة 1967، ثم سيطرت عليها شركة المياه الإسرائيلية، "مكوروت"، التي بدورها تقوم ببيع المياه للفلسطينيين بأسعار مُبالغ فيها، كما أنها لا تزوّد المياه للسكان القاطنين في رام الله سوى يومين في الأسبوع.
وقالت غانم بعد حضورها مؤتمرا في مدينة دبي؛ إن العديد من المتواجدين في ذلك المؤتمر نصحوها بمغادرة مدينة رام الله، ولكن بالنسبة لشريكتها نيكولا؛ كان هذا الموضوع غير قابل للنقاش، لأن هدفها كان التغلب على العقبات وإثبات أنه بإمكانها تأسيس مشروع ناجح في فلسطين.
ومن ضمن المستثمرين الذين رغبوا في تطوير أعمال تجارية في فلسطين؛ كان سعيد ناشف، الذي عمل في شركة مايكروسوفت في مدينة سياتل الأمريكية، وكانت له العديد من
الاستثمارات في شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، قبل أن يقرر العودة إلى الضفة الغربية لتأسيس شركة "صدارة فانتشير"، بتمويل من شركتي سيسكو وغوغل.
ويأمل رجال الأعمال والمستثمرون في مدينة رام الله في وقف عمليات هجرة الأدمغة، حيث يفضّل الشباب التوجه نحو الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي هذا السياق، ذكر ناشف أنه يشعر بمدى أهمية وقيمة العمل الذي يقوم به هنا، بالنسبة لسكان هذه المنطقة، مؤكدا أنه لا يعير اهتماما لحجم الربح الذي من المحتمل أن يحققه.
كما أطلق فارس زاهر، المدير التنفيذي للموقع الالكتروني للحجوزات الفندقية، "يا مسافر"، الذي ولد في مدينة القدس ودرس في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، شركته الخاصة في أحد أحياء مدينة رام الله، بهدف تشجيع المستثمرين على القدوم وتمهيد الطريق للموجة القادمة من رجال الأعمال، وكسر الحاجز النفسي الذي يمنع الكثير منهم من القدوم.
وأضاف الموقع أنه قد يكون مشهد التشغيل في رام الله بعيدا عن مجريات سوق التشغيل في العالم، لكن يأمل العديد من المستثمرين في تعزيز وتحسين العلاقات التجارية بين فلسطين وإسرائيل التي فشلت القوى الدبلوماسية في تحقيقها.
وأضاف الموقع أن أسباب ودوافع المبادرات الحسنة للمستثمرين الإسرائيليين في إنجاز مشاريع تنموية في رام الله؛ تبدو واضحة، لكنها لطالما أثارت استياء الفصائل الفلسطينية.
وبيّن الموقع أنه على الرغم من أن الفلسطينيين ليسوا قادرين على الحصول على حكم ذاتي، وعلى الرغم من أن الحقوق والمزايا الاقتصادية لا تمنح إلا للمواطنين الإسرائيليين، إلا أن هناك رغبة في رؤية فلسطين مزدهرة قادرة على رسم صورة اقتصادية إيجابية، بغض النظر عن كل التحديات.