نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن القيادي في حركة
حماس فتحي حماد، قوله إنه فخور بوضع اسمه على "قائمة الإرهاب" الأمريكية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الخارجية الأمريكية صنفت حماد يوم الجمعة على "قائمة الإرهاب العالمي"، وهي قائمة نادرة، تضم منظمات مثل بوكو حرام، وحزب الله، وحركة طالبان، ومنظمة كاهانا اليهودية، والجماعة الجزائرية السلفية للدعوة والقتال.
وتنقل الصحيفة عن حماد قوله إن "القرار يعطيني الثقة للمضي على طريقي، ولا يخيفني القتل، أو الاعتقال، بالعكس فأنا أتطلع له"، ويضيف حماد: "أشعر بالفخر لأنني أغضبت أمريكا"، ويتابع قائلا: "لا أعرف لماذا اختاروني؟".
ويلفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة اتهمت حماد، الذي عمل وزيرا للداخلية في حكومة حركة حماس في قطاع
غزة، بتنسيق خلايا إرهابية، دون تقديم أدلة، مشيرا إلى أنه جاء في القرار أن حماد هو من أسس قناة الأقصى، "التي تعد وسيلة حركة حماس الإعلامية، وتبث برامج لتجنيد أطفال ليصبحوا مقاتلين وانتحاريين عندما يكبرون".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "السبب الذي جعل وزارة الخارجية الأمريكية تضع حماد على قائمة الإرهاب العالمي غير واضح، فمن المعروف أن حماد قام بإنشاء قناة تلفزيونية، لكنها لم تبدأ بالبث إلا بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في عام 2007، وعاد حماد الآن للظهور في عناوين الأخبار، لكن لأسباب خاطئة".
ويفيد التقرير بأن الإعلام
الإسرائيلي نشر خلال العامين الماضيين أخبارا غير صحيحة عن حماد، بأنه فرّ من قطاع غزة بعد صيف عام 2014، وقال الإعلام الإسرائيلي إن سبب فراره هو أنه كان يعمل مع المخابرات الإسرائيلية، وهو ما ينفيه حماد بشدة، مشيرا إلى أنه ليس هناك ما هو أسوأ من اتهام شخص في غزة بالتواطؤ مع إسرائيل؛ لأن هذا الاتهام قد يقود إلى قتله.
وتورد "واشنطن بوست" أن صحيفة إسرائيلية ذكرت العام الماضي أن مخبرا فلسطينيا أخبر وكالة الأمن الداخلي "شين بيت" أن حماد هو المسؤول عن تنظيم خلايا إرهابية في الضفة الغربية، للقيام بخطف جنود إسرائيليين، لافتة إلى أن حماد وصف في بيان له هذه الاتهامات بأنها عارية عن الصحة، مشيرة إلى أن صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" وصفت حماد عام 2015، بأنه أكثر القادة تشددا في حركة حماس اليوم.
وينوه التقرير إلى أن حماد عقد مؤتمرا صحافيا يوم السبت في بيت لاهيا حيث يقيم، وتحدث بعد ذلك للصحيفة قائلا: "لا أعرف لماذا اختاروني، ويجب ألا تسألني، بل اسأل الأمريكيين"، وأضاف: "أنا مؤسس قناة الأقصى، وكنت وزيرا للداخلية، ولا أعرف ما هو الخطأ في هذا"، وقال: "يزعم الأمريكيون دائما أنهم يقفون إلى جانب المضطهدين، ويقفون مع الفلسطينيين، وفي الواقع فإن هذا غير صحيح"، وأضاف: "أود توجيه رسالة إلى الشعب الأمريكي: إن إدارتكم تخدعكم، ويكذب عليكم الرئيس، ويأخذون مالكم، المال الذي يجب أن ينفقوه على الرعاية الصحية، والتعليم، والفقراء، ويقدمونه إلى إسرائيل، التي تعد أكبر راعية للإرهاب في العالم".
وتبين الصحيفة أن حماد كان يشير إلى اتفاق الولايات المتحدة مع إسرائيل على منحها 38 مليار دولار، على مدار عشرة أعوام كمساعدات عسكرية، وهي أكبر رزمة مساعدات في تاريخ الولايات المتحدة.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن حماد اعتقل في السجون الإسرائيلية، في الفترة ما بين 1988 إلى 1994، واعتقلته السلطة الوطنية الفلسطينية ثلاث مرات، وقضى عاما في سجونها، لافتة إلى أنه الآن بعد تصنيفه في قائمة الإرهاب العالمي، فإن حريته سيتم تقييدها أكثر.