إسرائيل ترحب بدعوة السيسي لإحياء مفاوضات السلام

رحبت الحكومة والأوساط السياسية الإسرائيلية، الأربعاء، بالدعوة التي وجهها رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، إلى القيادة الإسرائيلية لإحياء مفاوضات السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

وفي رد فعل سريع، رحب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بخطاب السيسي، فقد ذكر موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز" أن نتنياهو أكد أن "إسرائيل مستعدة للتعاون مع مصر ودول عربية أخرى في دفع كل من العملية الدبلوماسية والاستقرار في المنطقة".

من جهته، رحب زعيم المعارضة الإسرائيلية إسحاق هرتسوغ بخطاب السيسي، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "يجب العودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين والاستجابة لدعوة السيسي". 

وسلطت معظم الصحف والمواقع الإسرائيلية الضوء على دعوة السيسي، حيث علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على مناشدة السيسي، قائلة إنها "المرة الثانية هذا العام التي يدعو فيها السيسي إسرائيل للسلام بشكل عفوي (خارج النص المكتوب) أثناء خطاب عام".

وأشارت إلى أن السيسي "كان واحدا من عدد من القادة الذين حثوا أثناء كلماتهم على استئناف عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، في حين أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي ألقى آخر كلمة بالجمعية العامة قبل أن يغادر منصبه في كانون الثاني/ يناير المقبل، لم يقدم مبادرة جديدة أو يدعم مؤتمر السلام المزمع عقده بفرنسا نهاية العام الجاري".

وفي تقرير آخر، أكدت الصحيفة ذاتها أن السيسي أشاد بمستوى التعاون بين إسرائيل ومصر على نحو سلس لضمان الوضع السلمي في سيناء، في لقاء مغلق مع زعماء اليهود في نيويورك، الثلاثاء. ومن بين الذين حضروا الاجتماع ممثلون من "بناى بريث"، أقدم منظمة خدمات يهودية في العالم.

وأوضحت الصحيفة أن السيسي أكد أن مصر تضع على رأس أولوياتها الإرهاب في سيناء، وأثنى على التعاون الوثيق بين مصر والولايات المتحدة وإسرائيل في المعركة ضد الإرهاب، وأكد التزام مصر بإعادة تسيير عملية السلام، وتحديدا بين إسرائيل والفلسطينيين. 

وخلال مناقشاته مع زعماء اليهود، أوجز السيسي رؤيته المستقبلية لمصر، وأكد التزامه بحقوق الإنسان والإصلاحات الدينية، كما أنه ناقش الانتخابات المصرية، ووجود عدد كبير من الشباب في مجلس النواب، وفقا للصحيفة.

أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فقد ذكرت أنه قبل ساعات من اجتماع بين نتنياهو وأوباما، تحدث السيسي في الأمم المتحدة، وقال: "لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مشرقة في تاريخ الشرق الأوسط، للتحرك نحو السلام، وتحقيق السلام مع الفلسطينيين".

وأشارت إلى أن مصر، الدولة العربية الأولى التي تصنع سلاما مع إسرائيل، اتخذت خطوات دبلوماسية جيدة على مدى الأشهر القليلة الماضية في محاولة لاستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، مبينة أن "عملية السلام كانت في غيبوبة منذ انهيار المبادرة التي قادتها الولايات المتحدة في نيسان/ إبريل 2014".

ونشرت الصحيفة ذاتها، تقريرا آخر ذكرت فيه أن اللقاء المحتمل بين السيسي ونتنياهو أثار ردود فعل متباينة بين المصريين، وأكد أنصار مثل هذا الحدث أن السيسي يرغب في أن "يتخلص" من الضغوط الدولية عليه، لذا وافق على لقاء نتنياهو.

وقال المعارضون، بحسب "يديعوت أحرونوت" بخصوص عقد اللقاء، إن هذه الخطوة تصنف في اتجاه مزيد من التطبيع بين مصر وإسرائيل، وإن السيسي "لديه ما يكفي من المشاكل الداخلية، وليس بحاجة إلى تفاقم الانتقادات التي ستوجه إليه بسبب هذا اللقاء".

وكان رئيس سلطة الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، قال في كلمته التي ألقاها بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء: "اسمحوا لي بتوجيه نداء عاجل للشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية".