سياسة دولية

صحيفة روسية تدافع عن سياسات أوباما الخارجية

النتيجة الرئيسة لضعف الرئيس أوباما هو سلوك الرئيس الروسي بوتين ـ ارشيفية
النتيجة الرئيسة لضعف الرئيس أوباما هو سلوك الرئيس الروسي بوتين ـ ارشيفية
دافعت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية عن السياسات الخارجية للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، في وجه التصريحات القوية لأمين عام منظمة حلف الشمال الأطلسي السابق أنديرس فوغ راسموسن.

وقالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" ردا على مقال نشره الأمين العام السابق للناتو أنديرس فوغ راسموسن، في صحيفة "وول ستريت جورنال": "كتب مقالا انهال فيه بالانتقاد على السياسة الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة، ودعا فيه واشنطن إلى النضال بفعالية أكبر من أجل قيم الحرية".

وتابعت الصحيفة: "وجاء انتقاد الأمين العام السابق على خلفية أزمة الزعامة في السياسة الأمريكية؛ حيث لم يتمكن أي من المرشحين المتنافسين الرئيسيين على منصب الرئاسة من تقديم رؤية جديدة للناخبين لموقع الولايات المتحدة على الساحة الدولية. وكتب يقول (من خبرتي... أمينا عاما للناتو، أنا أدرك مدى أهمية الزعامة الأمريكية. نحن بحاجة إلى رئيس أمريكي يقود وراءه دول العالم الحر، والوقوف بوجه أوتوقراطيين من أمثال فلاديمير بوتين)".

وأضافت: "بحسب رأيه، إن تردد زعامة إدارة باراك أوباما أدى إلى وضع النظام العالمي المبني على قواعد قانونية موضع شك، وإن النتيجة الرئيسة لضعف الرئيس أوباما، هو سلوك الرئيس الروسي الذي أطلق، عندما كانت أوروبا والولايات المتحدة تغفوان، عملية لا شفقة فيها في سوريا لمساندة نظام الأسد، وحاول إظهار روسيا كقوة عالمية قادرة على منافسة الولايات المتحدة في نفوذها".

وسجلت أن "أوباما فند من جانبه الانتقاد الموجه إلى سياسته. فقد اعترف في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأنه يميل إلى استخدام الدبلوماسية والقواعد الدولية كوسائل لتسوية النزاعات، والتي قد لا تتمتع بشعبية واسعة؛ ولكنه ينظر إلى المستقبل بتفاؤل، وقال: (أنا أرى هذه الروح لدى جيل الشباب في العالم، الذي سيكون متعلما ومتسامحا ومضيافا أكثر منا). وأضاف أنه يساند العولمة ويعتقد أن (القومية العدوانية) والشعبوية هما الخطر الرئيس على مستقبل الولايات المتحدة".

وأوضحت: "إذا كانت رؤية أوباما للعالم غريبة، فإن الشيء نفسه يمكن قوله عمن سيخلفه في منصب الرئاسة. فقد أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب مرارا أنه لن يغامر بأمريكا من أجل أهداف عالمية. وبعد الانفجارات التي وقعت في نيويورك، وعد بالقضاء على داعش في الشرق الأوسط. ولكن السؤال الذي حير الخبراء هو كيف سيفعل هذا من دون مشاركة القوات البرية؟ ويبدو أن الجواب على هذا السؤال لا يعرفه حتى ترامب نفسه".

وقالت: "أما وجهة نظر هيلاري كلينتون بشأن القضايا الدولية، وكذلك خبرتها التي اكتسبتها من عملها كرئيسة للدبلوماسية الأمريكية بين عامي 2009 - 2013، فتثير العديد من الانتقادات بسبب موقفها المتقلب من مسألة الشراكة عبر الأطلسي تضعفها كزعيمة. فقبل أن تصبح مرشحة لمنصب الرئاسة كانت تدعم اتفاقية الشراكة عبر الأطلسي، ولكنها بعد ذلك غيرت رأيها وأصبح معاكسا تماما. وإن رفض التصديق على اتفاقية الشراكة عبر الأطلسي أدى إلى استياء عدد من الشركاء في المنطقة وخاصة اليابان. كما أن قضية بريدها الإلكتروني تقلق الناخبين، إضافة إلى أن الكثيرين يربطون اسمها بالتدخل العسكري في العراق وليبيا".

ونقلت عن أستاذ التحليل التطبيقي للمشكلات الدولية في معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية في موسكو أندريه سوشينتسوف، قوله: "إن الولايات المتحدة فعلا تعاني من عدم وضوح استراتيجي في السياسة العالمية، ويقول: (أصبح أوباما رئيسا للولايات المتحدة في لحظة لم تكن فيها التغيرات الدولية تتطلب من الرئيس الأمريكي وغيره من رؤساء الدول الرائدة فهم كيف سيكون العالم بعد 25-30 سنة وأخذها بالاعتبار في نهجهم. لقد جاء أوباما بأجندة جديدة وغير واضحة؛ حيث فشلت الولايات المتحدة في اتخاذ القرارات اللازمة بشأن النزاعات مثل ما يحصل في أوكرانيا وسوريا وليبيا، وهذا طبعا تسبب في انتقادات مبررة من جانب الكثيرين)".

وأضاف: "ليس من العدل تحميل أوباما كامل المسؤولية عن ذلك، لأن أوباما يدرك أن (استخدام القوة ليس الخيار المفضل دائما في تسوية المشكلات، وأن هناك أمورا لا يمكن للولايات المتحدة القيام بها بمفردها، وتتطلب جهودا جماعية)، وهذا الواقع ساعد الولايات المتحدة في تجنب ضلوعها في نزاعات جديدة".

وأفادت: "يعتقد سوشينتسوف، خلافا لراسموسن، أن على الولايات المتحدة الابتعاد تدريجيا عن دور (شريف الشرطة) العالمي، ومراعاة مصالح الدول الأخرى. ويضيف أن (موارد الأمريكيين قاربت على الانتهاء، ولم يعد بإمكانهم التصرف كما كان الحال في تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي)".

ونسبت إلى الخبير قوله: "الأمريكيون إذا سعوا للدفاع عن مصالحهم، فإنهم سيدركون أنه لكي تعمل المنظومة العالمية، عليهم أن يكونوا أكثر شمولية ومراعاة لمصالح البلدان كافة بغض النظر عن كيفية تحديد هذه المصالح".

وأكد سوشينتسوف أن "هذا النموذج من شأنه المساعدة في العلاقة والشراكة الروسية – الأمريكية".
التعليقات (0)

خبر عاجل