طالب مطران "السويد والدول الاسكندافية للسريان الأرثوذكس"، بوليس عبد الأحد شابو، أعضاء كنيسته بالتبرع لوحدات "السوتورو"
السريانية، المنضوية ضمن صفوف "قوات
سوريا الديمقراطية" في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا.
ودعا المطران في رسالة وجهها إلى رعيته؛ إلى جمع التبرعات في كنائس السريان الأرثوذكس في الدول الاسكندنافية، مشيراً إلى أنها جاءت بناء على طلب من قوات "السوتورو".
وتغطي التبرعات، بحسب الرسالة، رواتب لأعضاء مكاتب الحسكة، وسيارة إسعاف مجهزة، ومواد طبية، وتجهيز نقطة طبية مجهزة بما يلزم.
وقال عضو "تجمع مسيحيي الجزيرة" السورية، إلياس ميخائيل، في حديث خاص لـ"
عربي21"، إن "طلب المساعدات المالية والعينية جاء بعد الدور الرئيسي لقوات السوتورو في الحفاظ على القرى المسيحية في الجزيرة السورية من تنظيم الدولة الذي يهدد النسيج الاجتماعي في المنطقة"، معتبرا أن من شأن هذا الدعم أن "يعزز صمود" المقاتلين في مواجهة التنظيم في ظل غياب الموارد المالية، وفق قوله.
واعتبر ميخائيل أن مساعدة الكنائس في جمع التبرعات تأتي في مرحلة حساسة، تخوض فيها قوات السوتورو بجانب "قوات سوريا الديمقراطية" مواجهات؛ لاستعادة مناطق واسعة يسيطر عليها التنظيم في منطقة الجزيرة.
في المقابل، رأى الناشط السوري عمار الأعرج أن توجيه مثل هذه الرسالة للكنائس يدل على أن هناك خلافات داخلية في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، وأن هناك طرفا داخل "السوتورو" يرفض الاستمرار في العمل وفق أجندة القوات الكردية، الأمر الذي أدى ربما لوقف الدعم، وفق تقديره.
وأضاف الأعرج في حديث خاص لـ"
عربي21": "نؤكد ذلك ليس استناداً إلى طلب جمع التبرعات من الكنائس، ولا إلى الأخبار المسربة من مصادر معينة من داخل التشكيل، بل من أحداث ووقائع على الأرض في مختلف المناطق"، مشيرا إلى أن ما جرى في وقت سابق في القامشلي، من اشتباكات بين قوات النظام والمليشيات الكردية، هو أحد المؤشرات عن "غليان" ورغبة أحد الأجنحة العسكرية داخل "السوتورو" للتصدي لمشروع الفيدرالية.
ولفت الأعرج إلى أن المسحيين في سوريا يتحدرون من أصول عرقية وقومية مختلفة، ويتوزعون على 12 مذهبا كنسيا، وبسبب التنوع في المجتمع المسيحي السوري، وعدم تجانسه السياسي والفكري، لا يمكن الحديث عن رؤية مسيحية واحدة للأزمة السورية، كما قال.
يشار إلى أن "السوتور" يتألف من فريقين، الأول يتبع لـ"مجلس السلم الأهلي" التابع للسريان الأرثوذوكس، ويتألف من "تجمع شباب سوريا الأم" و"التجمع المدني المسيحي"، وهو مرتبط بالنظام السوري الذي يقوم بتسليحه. أما الفريق الآخر فيتبع لحزب الاتحاد السرياني (الدورونويي)، المنضوي ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وتنتشر عناصره في المالكية والقحطانية والقامشلي، ويتقاضون رواتبهم وسلاحهم من الوحدات الكردية.