تستمر هجمات الطيران الروسي وطيران النظام السوري على أحياء مدينة
حلب المحاصرة، حيث قُتل في الأيام الأخيرة أكثر من 450 شخصا من سكان المدينة، في الوقت الذي أشار فيه مدير منظومة الإسعاف والطوارئ في حلب الشرقية، أحمد سويد، إلى أن عدد المصابين وصل خلال أيام لأكثر من 600 مصاب، فيما لا تملك
مشافي حلب الميدانية كوادر طبية متكاملة لإنقاذ الجرحى.
وإلى جانب استهداف المشافي من قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري، حيث خرجت أربعة مشاف عن الخدمة في الأيام الماضية نتيجة القصف، تعاني المدينة بالأصل عجزا كبيرا في المجال الطبي؛ بسبب نقص الكوادر الطبية، وازدياد أعداد الجرحى بشكل كبير خلال الأيام الماضية، ما وضع المشافي الميدانية والنقاط الطبية تحت ضغط كبير، وأدى لعجزها عن استقبال الكثير من الجرحى الذين أصيبوا في القصف الجوي.
ويقول سويد، في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "الوضع الطبي في مدينة حلب كارثي؛ بسبب ازدياد عدد الجرحى بشكل كبير خلال الأيام الماضية"، مضيفا أنه يوجد في كل مدينة حلب المحاصرة طبيب جراحة عصبية واحد، وهو لم ينه اختصاصه بعد بشكل كامل، ويوجد طبيبان عظمية، وطبيب وعائية واحد"، لكل الأحياء الشرقية المحاصرة، التي يقطنها أكثر من 350 ألف مدني حاليا.
أما
الأطباء الاختصاصيون، فيبلغ عددهم 12 طبيبا، "يعملون بما يزيد عن طاقاتهم لإنقاذ الأطفال والنساء والمدنيين في أحياء مدينة حلب، أما بقية الأطباء فهم أطباء عامون، لا يستطيعون التدخل في حالات القصف والإصابات"، وفق تأكيد سويد.
وحول عمل منظومة الإسعاف، يوضح أحمد سويد أنه يوجد في القسم الشرقي من مدينة حلب ثماني سيارات إسعاف، تعمل جميعها على مدار 24 ساعة دون توقف، لكن لا تستطيع هذه السيارات استيعاب 80 إصابة في وقت واحد؛ بسبب القصف، كما حصل في إحدى المرات.
وأردف قائلا: "قبل الحصار كانت سيارات المدنيين تساهم معنا بنقل الجرحى عند حدوث أي مجزرة في المدينة، لكن بعد الحصار وفقدان المحروقات لم يعد هناك سيارات مدنية تعمل".
وقال: "أحيانا، أقوم بنقل ستة مصابين في سيارة الإسعاف؛ حتى أستطيع إيصال أكبر عدد ممكن إلى المشافي الميدانية".
وأوضح سويد أنه في القسم الشرقي من مدينة حلب هناك ثلاثة مشاف شبه قادرة على إسعاف الحالات الحرجة، لكن بقية المشافي لا تعدو كونها نقاطا طبية للتضميد، وهي غير مجهزة لاستقبال الحالات الحرجة، لافتا إلى أن الكثير من الجرحى توفوا لعدم استطاعة الأطباء والممرضين إنقاذهم، في ظل العدد الكبير من الجرحى.
من جهته، روى الناشط الإعلامي، معتز خطاب، مشاهداته في المشافي الميدانية، وقال: "عند تغطيتي الإعلامية للمجازر في مدينة حلب، شاهدت في مشفى ميداني شخصا مصابا في الثلاثينيات من عمره، مع العديد من الإصابات الأخرى، وكانت إصابته بالرأس؛ نتيجة سقوط قنابل عنقودية عليه في حي بستان القصر. لم يستطع الأطباء فعل أي شيء، فهذه الحالات كان يتم تحويلها إلى تركيا، ويلزمها مشاف متطورة، إلا أنّ هذا الأمر مستحيل بسبب الحصار؛ لذلك بقي الشاب يعاني من نزيف بالرأس لنحو الساعة حتى توفي".
وقال خطاب لـ"عربي21": "عندما يأتي المصابون من أحياء مدينة حلب الشرقية، الذين يصابون جراء قصف الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام، نرى الأطباء في حيرة بين المصابين، فهم يختارون الإصابات التي قد يستطيعون إنقاذها، ويؤجلون الخطيرة، فيجدون أنفسهم أمام قرار بتر أطراف المصاب أولا لإنقاذه".
ويقول سويد: "حاليا، الحل الوحيد هو فتح طريق إنساني لإخراج الجرحى من مدينة حلب؛ لأن الكثير منهم يفقدون حياتهم؛ بسبب الوضع الطبي الكارثي".