سياسة دولية

هل تكون معركة "الباب" الملف الأبرز في لقاء أردوغان وبوتين؟

أردوغان يأمل في الوصول لوقف إطلاق نار في حلب- أرشيفية
أردوغان يأمل في الوصول لوقف إطلاق نار في حلب- أرشيفية
تنتظر لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاشر من الشهر الجاري  في اسطنبول العديد من الملفات الساخنة لبحثها بين الطرفين ولعل أهمها ملف معركة "الباب" ضد تنظيم الدولة والتي تقع على التماس مع مناطق سيطرة النظام السوري بحسب مراقبين.

ويأتي لقاء أردوغان بوتين خلال مشاركة الأخير في مؤتمر الطاقة العالمي في اسطنبول في ظل مساعي الطرفين لإصلاح ما دمرته حالة القطيعة بعد إسقاط المقاتلة الروسية وفي ظل الهجوم العنيف للنظام السوري على حلب والعملية التركية العسكرية المستمرة في الشمال السوري.

واللقاء المنتظر هو الثاني بين بوتين وأردوغان بالإضافة للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين بعد استعادة العلاقات التي انقطعت إثر إسقاط تركيا مقاتلة روسية فوق روسيا مطلع العام الحالي.

ويرى متابعون للعلاقات بين تركيا وروسيا أن مستوى التبادلية بين البلدين على الرغم من المصالحة بينهما لم يرتق لما كان عليه الوضع قبل إسقاط المقاتلة الروسية والملفات الخلافية بينهما ما زالت على حالها بسبب تداخل المصالح خاصة في ما يتعلق بالملف السوري.

الباحث والمحلل السياسي سعيد الحاج قال إن عملية التقارب بين البلدين "تسارعت خلال الأسابيع الماضية لكنها لم تصل إلى الدرجة المأمولة من قبلهما لكن على الأقل هناك خطوات بني عليها بشكل أفضل".

وأوضح الحاج لـ"عربي21" أن أكثر الملفات سخونة بين الأتراك والروس هو الملف السوري إذ تواصل روسيا دعم النظام السوري في حملته على حلب في الوقت الذي تدعم فيه تركيا العديد من الفصائل الواقعة تحت القصف فيها حلب مما يشكل تحديا للدور التركيا هناك.

وأضاف: "أنه من المرجح أن يبذل الرئيس التركي جهودا مع نظيره الروسي للتخفيف قدر الإمكان من الحملة على حلب ويدفع بوتين للضغط على النظام باتجاه التهدئة ووقف إطلاق النار من أجل إدخال مساعدات إغاثية للسكان المحاصرين".

ولفت إلى أن تركيا تسعى من أجل تشكيل لجنة ثلاثية تركية أمريكية روسية لوقف إطلاق النار وتفعيل فكرة المنطقة الآمنة وإدخال مساعدات غذائية وإغاثية للسكان في مناطق الشمال السوري وعودة اللاجئين إلى منطقة آمنة من القصف.

وفي السياق ذاته قال الحاج إن معركة الباب التي تتحضر لها تركيا لطرد تنظيم الدولة مسافة أكبر عن حدودها من المرجح بحث شكلها بين لأن نجاح الأتراك فيها سيجعل قواتهم والفصائل المقاتلة معهم على تماس مع المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري ولا ترغب أنقرة وموسكو بالتالي حدوث أي احتكاكات في تلك المناطق لأن هذا سينعكس على العلاقة بينهما ولهذا من المرجح أن تحتل هذه المعركة جزءا مهما من المحادثات.

الدعم الروسي للأكراد

وعلى صعيد الملف الكردي قال الحاج إن عملية "درع الفرات" ترفع لافتة الهجوم على تنظيم الدولة لكنها في الوقت ذاته لها أهداف تتعلق بمنع تمدد المليشيات الكردية على الحدود والتي حصلت على دعم مفتوح من الروس عقب إسقاط المقاتلة الروسية.

وأوضح أن المليشيات الكردية ذات التوجهات اليسارية كانت تتلقى سابقا دعما سوفياتيا لكنها تحولت إلى الأمريكان في الآونة الأخيرة وبعد إسقاط المقاتلة الروسية فتحت موسكو لها ذراعيها مجددا للضغط على تركيا وما يأمله أردوغان الآن هو أن يتوقف الدعم الروسي لها لما يشكله الموضوع الكردي من أهمية استراتيجية لدى أنقرة.

ورأى الحاج أن الدعم الروسي للأكراد تراجع كثيرا بعد الموافقة الضمنية للروس على عملية درع الفرات التي أنهت وجود تنظيم الدولة على حدود تركيا أنهت حلم المليشيات الكردية بوصل مناطق سيطرتهم بعضها ببعض.

وعلى صعيد الملفات الأخرى قال الحاج إن ملف منطقة البحر الأسود والتنافس فيه ومسألة جزيرة القرم ربما تأخذ حيزا من لقاء الجانبين لكنها لن تكون بقدر أهمية الملف السوري وتعقيداته الدولية.

أما في الجانب الاقتصادي فقال الحاج إن تركيا وروسيا عازمتان على إصلاح ما تم تدميره خلال القطيعة بينهما إذ تضرر الجانب التركي في قطاع السياحة كذلك الجانب الروسي تضرر من ناحية استيراد الخضار والفواكه والتي يعتمد فيها على الجانب التركي بشكل كبير بالإضافة إلى ملف الطاقة الهام لتركيا والذي تعتمد فيه على روسيا لسد احتياجاتها.
التعليقات (0)