أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول لجوء بلاده إلى الخطة "ب" في حال رفض التحالف الدولي مشاركتها المباشرة في معركة
الموصل ضد
تنظيم الدولة، تساؤلات حول شكل هذه الخطة.
وقال أردوغان إن بلاده ستلجأ إلى الخطة "ب" في حال رفضت مشاركتها في الموصل وسيكون لديها خيار بخطة أخرى "ج" إذا لم تنجح الأولى، لأن
تركيا ليست "دولة قبلية".
ويشير التشديد التركي على المشاركة في معركة الموصل إلى أهميتها بالنسبة إلى أنقرة، حيث قال أردوغان في تصريحاته الأخيرة إن بلاده لن تسمح بتغيير التركيبة الديموغرافية للموصل، في إشارة إلى رفض مشاركة فصائل الحشد الشعبي الشيعية خوفا من طرد السكان العرب السنة والتركمان من المدينة.
فما هو شكل الخطة "ب" التي أشار إليها أردوغان في تصريحاته؟
الخبير العسكري المتقاعد اللواء هشام خريسات، قال إن الوجود التركي الحالي في معسكر بعشيقة ليس كافيا لأن تخوض تركيا فيه معركة مثل معركة الموصل، إذ يبلغ عديد قواتها هناك نحو ألفي عنصر من قوات المظليين.
وقال خريسات لـ"
عربي21" إن تركيا غالبا من خلال الخطة "ب" ستلجأ للمشاركة عبر الطيران والقصف الجوي لأهداف تنظيم الدولة، لتمهيد الطريق أمام القوات التي قامت بتدريبها في معسكر بعشيقة من أبناء الموصل العرب والتركمان للدخول إلى المدينة وإدارة أمورها.
وأوضح أن الخطة البديلة للأتراك أيضا ستشتمل على تقديم الدعم الاستخباري لقوات التحالف على الأرض بدلا من المشاركة بقواتها.
ولفت إلى أن مشاركة الأتراك الآن في معركة الموصل باتت من الصعوبة بمكان بسبب اقتراب موعد بدء المعركة، وعدم استعداد الأتراك بالأعداد التي تتطلبها منطقة يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة بعد رفض التحالف الدولي مشاركتها المباشرة.
وشدد على أن مشاركة الأتراك على الأرض دون تنسيق مع الدول الأخرى المشاركة يجعل قواتهم في مرمى النيران، بسبب تداخل الخطط العسكرية.
بدوره قال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن مشاركة تركيا الآن بمعركة الموصل مرتبطة بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
وأشار في تصريحات لـ"
عربي21"، إلى أن تركيا قد تدفع بأعداد وآليات أكبر للمشاركة في معركة الموصل إذا اتفقت مع الولايات المتحدة التي ترأس التحالف الدولي الرافض لمشاركتها حتى الآن.
وكان قائد أركان الجيش التركي الجنرال خلوصي آكار، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل يومين للمشاركة في اجتماع للتحالف الدولي.
ويرى مراقبون أن تلويح تركيا بالخطط البديلة يهدف للضغط على التحالف الدولي من أجل فرض مشاركتها في معركة الموصل، بسبب الأهمية الشديدة للمدينة لدى أنقرة لوقف التغول الإيراني على الساحة
العراقية وإحداث حالة من التوازن الطائفي.
وقال الدويري إن القوات التركية في معسكر بعشيقة تبلغ بحسب آخر التقديرات ثلاثة أفواج، وهذا العدد لا يؤهل لدخول معركة، وتحتاج تركيا إلى أعداد أكبر من تلك للدخول في هذه المعركة.
وأوضح الدويري أنه على الرغم من أهمية معركة الموصل لتركيا، فإن المعركة الأخرى التي تنشغل بها هي إقامة المنطقة الآمنة في شمال سوريا وهو ما سيجعل مشاركتها في الموصل أقل زخما.
من جانبه، قال المحلل السياسي العراقي جاسم الشمري، إن القوات التركية قد تلجأ في حال عدم مشاركتها بمعركة الموصل إلى رفع عدد قوات الحشد الوطني إلى نحو 7 آلاف مقاتل.
وقال الشمري لـ"
عربي21" إن الحشد الوطني الذي يقوده محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، المدعوم تركيا، يبلغ تعدادها الآن ما بين 4 و5 آلاف مقاتل مجهزين ومدربين على أيدي القوات التركية.
وأشار إلى أن تركيا ربما تلجأ في حال عدم مشاركتها مباشرة، إلى تقديم المزيد من الدعم لهذه القوات من أجل فاعلية أكبر في المعركة، ولتحقيق مكاسب تعود بالمحصلة عليها.
وكان نائب محافظ نينوى حسن العلاف، رحب بالمشاركة التركية في معارك الموصل.
وقال نائب المحافظ لـ"
عربي21"، إن "تركيا جارة ساعدت محافظة نينوى كثيرا في أمور الإغاثة وإيواء النازحين وهو أمر تشكر عليه، وإن مشاركتها العسكرية في تحرير المحافظة مرحب بها، لكن يجب أن تكون بتنسيق مسبق مع التحالف الدولي والحكومة العراقية وإقليم كردستان".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن بلاده مصممة على المشاركة ضمن قوات التحالف الدولي في معركة تحرير مدينة الموصل (شمال العراق) من تنظيم الدولة، مشيرا إلى وجود خطط بديلة في حال رفض التحالف تلك المشاركة.