تواصلت التقديرات الإسرائيلية التي تتنبأ بتهاوي نظام الانقلاب في
مصر برئاسة عبد الفتاح
السيسي، بفعل مظاهر الفساد "السلطوي" والأزمة الاقتصادية الناجمة عنه.
وقال جاي إليستر، المعلق السياسي في موقع "واللا" الإخباري، إن السيسي بات "مستعدا لفعل كل شيء من أجل إنقاذ حكمه الفاسد ولو بثمن تحمل تبعات تغيير تحالفاته الإقليمية وتوجهه لإيران وروسيا بدل السعودية".
وفي مقال نشره الموقع صباح اليوم، وترجمته "عربي21"؛ نوه إليستر إلى أن شعبية السيسي "التي كانت تقترب من شعبية جمال عبد الناصر تهاوت بشكل سريع بسبب التدهور غير المسبوق في أوضاع المعيشة في مصر، والتي جعلت سلعا أساسية مثل: الزيت والسكر نادرة".
وأوضح إليستر أن حكم السيسي "تحول إلى ثقب أسود تختفي فيه عشرات المليارات من الدولارات التي قدمتها الدول الخليجية، وتحديدا السعودية"، مشيرا إلى أن صناع القرار في الرياض يشعرون باليأس من عوائد الاستثمار في دعم السيسي.
وبحسب إليستر، فقد جاء التحول في العلاقة أيضا بسبب "خيبة أمل الرياض من دور نظام السيسي في إسنادها في مواجهة التحديات التي تواجهها سيما في مواجهة
إيران في اليمن، وتبنيها موقفا مغايرا من الوضع في سوريا، إلى جانب بروز عدة مؤشرات على نيته التراجع عن الاتفاق بشأن جزيرتي تيران وصنافير في أعقاب ردة الفعل الجماهيرية والسياسية الكبيرة التي اجتاحت مصر".
ويرى أن "شهر العسل" بين السيسي والسعودية انتهى بعدما بذلت السعودية جهودا كبيرة وقدمت مساعدات ضخمة من أجل ضمان استقرار النظام الحالي في القاهرة، منوها إلى أن السعوديين لم يعودوا قادرين على "ضخ الأموال للسيسي في الوقت الذي تضطر فيه الرياض لشد الأحزمة بفعل تراجع المداخيل الناجم عن تدني أسعار النفط".
وقد خلص إليستر إلى أن حاجة السيسي للدعم دفعه للتوجه لكل من إيران وروسيا، مشيرا إلى أن سماح السيسي باستقبال علي مملوك مدير الجهاز الأمني في نظام الأسد مؤخرا يمثل "بادرة حسن نية" تجاه كل من موسكو وطهران.
واعتبر إليستر أن توجه السيسي لروسيا جاء أيضا استخلاصا للعبر من موقف واشنطن من نظام مبارك، حيث إنها تخلت عنه ودفعت نحو عزله.
وشدد إليستر على أن هناك الكثير من القواسم المشتركة بين السيسي وبشار الأسد، التي تسهل عليهما تنسيق المواقف، وعلى رأس ذلك الموقف من الحركات الإسلامية.