أحكمت الفصائل سيطرتها على المناطق التي تم الدخول إليها في اليوم الأول من المعركة - تويتر
انتهى اليوم الثالث من معركة حلب، التي تشارك فيها جلّ فصائل المدينة، بتثبيت السيطرة على المناطق التي دخل إليها الثوار في اليومين الماضيين.
وفشلت قوّات النظام والمليشيات المقاتله معها باستعادة السيطرة على منطقة منيان غربي حلب، ولم تدم سيطرتهم على مبان فيها سوى بضع ساعات، قبل أن يتمكّن الثوار من استعادتها.
وأقدم مقاتل من الحزب الإسلامي التركستاني، على تفجير نفسه، في مشروع 1070 شقة، غربي حلب.
الناشط الإعلامي المستقل، مازن علوش، قال إن الثوّار اقتربوا من السيطرة على مشروع 3000 شقّة، جنوبي الأكادمية العسكرية، بيد أن كثافة قصف الطيران اضطرتهم من الانسحاب من المباني التي سيطروا عليها في المشروع.
علوش، قال في حديث لـ"عربي21" إن "هناك عملا عسكريا ضخما قادما من داخل حلب"، قائلا إن هذا العمل سيبدأ حين وصول الثوار إلى نقطة معينة، متفق عليها.
ومع تأكيد سير الخطط العسكرية كما رُسم لها، قال علوش إن "المعركة تحتاج إلى صبر"، متابعا: "الثوار يواجهون مليشيات مرتزقة أتت من عدة دول، وما حصل إلى الآن هو إنجاز كبير جدا".
وتوقع مازن علوش أن اليوميين المقبليين سيكونان مهمّين للغاية، مضيفا: "هناك مفاجآت عديدة، ومحاور جديدة سينطلق العمل بها".
وفي إجابته على سؤاله عن دور الطيران الحربي في المعركة، قال علوش إن "الغارات معظمها للطيران السوري، وتضرب بشكل عشوائي في الخطوط الخلفية للثوار".
وبحسب علوش، فإن الطيران النظامي لا يمكنه مساعدة قواته على الأرض في المعركة إلا بقصف الخطوط الخلفية للثوار، ومناطق سيطرتهم، كون المعركة محتدمة في أبنية سكنية.
فصيل "أجناد الشام"، الذي يشارك في المعركة ضمن غرفة عمليات "جيش الفتح"، قال إن خسائر قوات النظام والمليشيات المقاتلة معها، تمثلت في مقتل قرابة 85 عنصرا، وأسر 30 آخرين، منذ بدء المعركة.
زاهر أبو حسان، أحد أعضاء "أجناد الشام"، ومسؤول العلاقات العامة بهيئة الفتح الإعلامية، قال إن الثوار لا زالوا في طور المعركة، ولن يهدأوا قبل فك الحصار عن حلب.
وتابع في حديث لـ"عربي21": "لا تزال وتيرة المعارك على أشدها، ولن تكتفي بفك الحصار، بل الهدف هو تحرير كامل مدينة حلب بإذن الله".
وبيّن أبو حسّان أن الانغماسيين تمكّنوا من دخول "حلب الجديدة"، الأحد، بالتزامن مع قصف المدفعية الثقيلة لمشروع 3000 شقة، الذي يسعى الثوار للسيطرة عليه في اليوم الرابع من المعركة.
وبيّن أبو حسّان أن الثوار قاموا بتحصين ما تم السيطرة عليه منذ بدء المعركة، والمتمثل في ضاحية الأسد، منيان، ومعمل الكرتون.
براء الشامي، الناطق الرسمي باسم مكتب العلاقات، وعضو الدائرة السياسية بالجبهة الشامية، المشاركة بالمعركة ضمن غرفة عمليات "فتح حلب"، قال إن الثوار بعد إتمامهم المرحلة الأولى من معركة حلب، لا يزالون في طور العمل على إنجاز المرحلة الثانية.
وأوضح الشامي في حديث لـ"عربي21" أن المحاولات الآن من الثوار، تتمثل في إتمام السيطرة على مشروع 1070 شقة، إضافة إلى حلب الجديدة، وحي الحمدانية.
ولفت الشامي إلى أن "العمل كان بالتوازي مع محور آخر، وهو جمعية الزهراء، حيث قام الثوار بتحرير ثلاث كتل مهمة، وهي مزارع الأوبري، وكتلة بيوت مهنا، والفملي هاوس، إلا أنه لكثافة القصف الهستيري الذي قام به النظام على ذلك المحور تراجع الثوار منها".
وقال الشامي إن تقدم الثوار في هذه المحاور، رغم تراجعه لاحقا، إلا أنه أصاب النظام بهلع، وصدمة، وهو ما دفعه لقصف الثوار والمدنيين ببراميل الكلور.
وفي تقييمه لما تم إنجازه من المعركة، قال الشامي إن "الثوار أبلوا بلاء احسنا، وما نسعى إليه هو فك الحصار، وتحرير حلب".
وأردف قائلا: "ما مرّ من إنجازات وأحداث، هو غيض من فيض قادم مليء بالمفاجآت، والبشرى لأهلنا بحلب وللثورة السورية كاملة".