عاد تنظيم الدولة إلى استراتيجية الهجمات غير المتوقعة بهجوم على مدينة
الشرقاط جنوبا، في محاولة لتشتيت القوات المقاتلة لاستعادة
الموصل، فيما وصفه مراقبون بأنه أول رد على تسجيل زعيم تنظيم الدولة الذي طلب من مقاتليه الاستماتة في الدفاع عن "أرضهم".
ولم تتوقع القوات المقاتلة المدعومة جوا من التحالف الدولي، ومليشيات الحشد الشعبي المحتشدة على حدود المدينة، أن يتجه التنظيم جنوبا بعد أن خسر معارك سابقة هناك.
وأشار مراقبون إلى أن الهجوم على الشرقاط يعتبر أول رد فعل لرسالة زعيم التنظيم، ومفادها أن التنظيم سيقاتل حتى النهاية دفاعا عن الموصل.
الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، قال لـ"
عربي21" إن إحدى استراتجيات التنظيم المعمول بها هي استراتيجية "سمكة الصحراء"؛ بمعنى أن يظهر التنظيم في مكان غير متوقع بزمان غير متوقع.
وأشار الدويري إلى أن التنظيم يريد ثلاثة أمور من الهجوم على الشرقاط، الذي نتج عنه مقتل سبعة جنود وعدد من عناصر الحشد الشعبي.
الأمر الأول كان تشتيت انتباه الطرف الآخر بهجوم غير متوقع، والأمر الثاني هو رسالة للخارج بأن التنظيم ما زال يملك أوراق قوة على الأرض، والأمر الأخير رسالة داخلية للتنظيم كي لا يصدق أنصاره الدعاية الإعلامية، وإثبات أنه قادر على شن هجمات.
ولفت الخبير العسكري إلى أن على القوات
العراقية توقع هجمات في أماكن غير معروفة، يحددها التنظيم بشكل لا مركزي.
ومع إعلان الجيش العراقي استعادة السيطرة على أحياء شرق مدينة الموصل، شن تنظيم الدولة هجمات على مدينة الشرقاط جنوبا، وانتشر في أزقة المدينة وسيطر على مسجد وعدد من المنازل.
وقتل التنظيم سبعة جنود وعددا من عناصر الحشد الشعبي في الهجوم على الشرقاط، الذي يهدف إلى تخفيف الهجمات على الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ عامين.
وقال العقيد ناصر الجبوري من قوات الشرطة، إن عناصر التنظيم عبروا الضفة الشرقية لنهر دجلة ودخلوا المدينة في الساعة الثالثة صباحا، واستولوا على مسجد البعاجة وانتشروا في الأزقة.
ويشابه هجوم الشرقاط، الهجوم الذي شنه التنظيم سابقا على مدينة كركوك التي يسيطر عليها الأكراد جنوب شرقي الموصل، ومدينة الرطبة على الحدود مع الأردن وسوريا بهدف لفت الأنظار عن الموصل.
وتتمتع الطائرات دون طيار التي يستخدمها التحالف الدولي بقدرات هائلة تمكنها من جمع المعلومات على مدار الساعة، وفق ما تبينه الصور التي يتم بثها على ثماني شاشات عملاقة في قاعة قيادة العمليات الجوية.