قالت صحيفة "يني عقد" التركية، إن التحقيقات الجارية حول خلفية إقدام عناصر من جماعة فتح الله
غولن على
الانتحار، سواء داخل السجون، أم قبيل اعتقالهم من قبل السلطات التركية، توصلت إلى معلومات جديدة، أدلى بها باريش تيركسلي، وهو أحد المسؤولين في
جماعة غولن سابقا.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها ترجمته "
عربي21" عن باريش، قوله إن "جماعة غولن تملك تشكيلات في إدارات السجون وحرسها؛ توازي قوة الجماعة وتغلغلها في الجيش والشرطة، ومع أن هناك عملية تطهير جرت لهذه العناصر ولحرس السجون، فإنه يستحيل الكشف عن جميع عناصر غولن، كونهم متخفين بصورة سرية، ولا يمكن التمييز بينهم وبين الموظفين غير المنتمين لهذه الجماعة".
ويعتقد باريش بأن جماعة غولن أصدرت أوامر بتنفيذ
الإعدام لعناصرها البارزين، سواء الذين قدموا معلومات حساسة في اعترافاتهم، أم الذين يملكون معلومات حساسة قد يؤدي اعترافهم بها إلى ضرر بالغ بالجماعة، مشيرا إلى أن حرس السجون والعاملين فيها من أتباع الجماعة؛ تصلهم الأوراق التي نتجت عن التحقيق، وبالتالي فإنهم يستطيعون معرفة ما قدم المتهم من معلومات للنيابة، وحينها يقررون الأسماء المستهدفة، ويقومون بإعدامهم داخل السجون، لكنهم يُظهرون العملية وكأنها عملية انتحار.
وأكد باريش أن الجماعة مارست ضغوطا هائلة على عناصرها، وروجت لفتاوى تشيد بموتهم في سبيل خدمة الجماعة، كما أنها قد تكون دفعت بالعناصر إلى الانتحار بعد ضغوط نفسية هائلة مارستها عليهم.
وأوضح أن الجماعة تحقق عدة أهداف من خلال عمليات إعدام عناصرها، أو دفعهم الى الانتحار داخل السجون؛ أولها "إثبات قوة الجماعة وتحكمها وتغلغلها أمام عناصرها، وإيصال رسالة لهم، بأنكم حتى لو كنتم داخل السجون؛ فإننا نستطيع الوصول إليكم وإعدامكم إذا قدمتم شيئا يضر بالجماعة".
وأضاف باريش أن "ثاني الأهداف يتمثل بقطع الطريق على لجان التحقيق للكشف عن المزيد من خبايا وشبكات جماعة غولن"، لافتا إلى أن "الهدف الثالث يتمثل في إرسال رسائل مغلوطة للمجتمع الدولي؛ مفادها أن السلطات التركية تمارس عمليات تعذيب بحق السجناء؛ تقودهم للموت أو الانتحار".
وذكرت صحيفة "يني عقد" أن أكثر من 20 شخصا من عناصر فتح الله غولن كانوا قد انتحروا أو أعدموا منذ 15 تموز/ يوليو، سواء داخل السجون، أم في منازلهم قبل سويعات من ذهاب الشرطة لاعتقالهم، ومن هؤلاء قضاة، ورجال شرطة، وأصحاب مراتب في الجيش، ورجال أعمال، مشيرة إلى أن "أبرز عملية انتحار/ إعدام، كانت قبل أيام، حيث انتحر أو أعدم المهندس براك أشيك كالن، الذي كان يعمل في جهاز الاستخبارات، وكان مسؤولا عن تسريب معلومات حساسة للذين يديرون حساب "فؤاد عوني" الشهير على "تويتر".