أعربت
مصر الثلاثاء على لسان الوزير خالد فوزي، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، عن استعدادها لاستضافة ورعاية حوار وطني
فلسطيني جديد بين مختلف القوى الفلسطينية العاملة في الساحة.
البيت الفلسطيني
وأوضحت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها وصل "
عربي21" نسخة منه، أن الوزير فوزي "أبدى استعداد مصر لاستضافة ورعاية حوار وطني فلسطيني بين مختلف القوى والفعاليات؛ للعمل على ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق على برنامج وطني لمواجهة كل التحديات والاستحقاقات القائمة".
وكان القيادي البارز، عضو المكتب السياسي لحركة "
حماس"، محمود الزهار، قد كشف في لقاء سياسي نظمه التجمع الإعلامي الفلسطيني، الثلاثاء، عن وجود ترتيبات لعقد لقاء بين وفد من حركته مع القيادة المصرية عقب زيارة وفد الجهاد الإسلامي للقاهرة.
كما نقل بيان حركة الجهاد عن الوزير المصري تأكيده أن "مصر حريصة على وحدة الصف الفلسطيني"، مؤكدا دعم بلاده "لكل الجهود التي من شأنها تحقيق الوحدة وتعزيزها بما يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني"، وجاءت تصريحات رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية خلال اللقاء الذي جمعه الثلاثاء بالقاهرة مع وفد حركة الجهاد الإسلامي، الذي وصل القاهرة الاثنين الماضي برئاسة الأمين العام الدكتور رمضان شلح.
وشدد فوزي خلال لقائه بوفد حركة الجهاد "على أن القضية الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني ما زالت أولوية في السياسة المصرية"، منوها إلى أن السلطات المصرية "عازمة على الاستمرار في إجراءات فتح معبر رفح لتخفيف معاناة أهل القطاع".
إدارة الصراع
وأكد أن "هناك خطوات وتسهيلات إضافية أخرى جاري العمل عليها"، مشددا في ختام لقائه وفد "الجهاد" على "حرص مصر على استمرار التواصل والتعاون مع كل القوى والأطراف الفلسطينية، للوصول إلى ما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته".
وأوضحت حركة الجهاد قائلة: "الطرفان بحثا آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، وأطلع وفد حركة الجهاد السيد الوزير المصري على جهود ومقترحات الحركة لترتيب البيت الفلسطيني وإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، الذي يقوم بإجراءات قمعية بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا في الضفة الغربية والقدس المحتلة".
وأكدت حركة الجهاد للجانب المصري على "حرص الشعب الفلسطيني على الأمن القومي المصري"، منوهة بأن "تخفيف معاناة شعبنا في قطاع
غزة وتحقيق أمنه واستقراره يعزز الأمن القومي المصري"، وفق ما ورد في البيان.
كما طالبت الحركة السلطات المصرية، بـ"فتح المعبر بصفة دائمة؛ لتخفيف المعاناة، وتوفير المستلزمات الضرورية للحياة في القطاع"، حيث شهدت الأيام الأخيرة زيادة في عدد أيام فتح معبر رفح البري من قبل السلطات المصرية، بما يشي باحتمال حدوث تغير في السياسية المصرية تجاه قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس".
وتعليقا على استعداد مصر لاستضافة حوار فلسطيني جديد، قال المحلل السياسي حمزة أبو شنب: "ورقة المصالحة الفلسطينية بيد مصر، وهي أكثر الدول العربية حضورا عبر التاريخ في القضية الفلسطينية".
فشل المشروع
وأشار في حديثه لـ"
عربي21" إلى أنه "رغم كل الجهود السابقة في العديد من الأماكن (قطر والسعودية وتركيا)، إلا أن مصر بقيت حاضرة في كل نقاش"، موضحا أن حالة "الإجماع الفلسطيني على قبول دور مصر هو الدافع وراء الخطوة المصرية المرتقبة"، وفق تقديره.
ولفت أبو شنب إلى أن فشل المشروع المصري الخاص بالمصالحة الفتحاوية الداخلية "سيدفعها نحو ترتيب علاقاتها؛ خشية حدوث فراغ في هرم السلطة الفلسطينية وانعكاساته"، حيث رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أي تدخل عربي في الشأن الفلسطيني.
وطرح شلح، خلال كلمته في احتفال حركته بالذكرى الـ29 لانطلاقتها، مبادرة من عشر نقاط للخروج من المأزق الفلسطيني الحالي، داعيا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إنقاذ الشعب الفلسطيني قبل أن يغادر موقعه لأي سبب، وإلغاء اتفاق أوسلو، ووقف العمل به في كل المجالات، كما طالب بسحب منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بـ"إسرائيل"، والعمل على إعادة بنائها؛ كي تكون الإطار الجامع والبيت الفلسطيني لكل أطياف الشعب الفلسطيني.
ورأي الأمين العام أن إنهاء الانقسام الفلسطيني يلزم جميع الأطراف إعداد استراتيجية شاملة على قاعدة التحلل من اتفاق أوسلو، وتعميم انتفاضة القدس؛ لدحر الاحتلال عن أرض فلسطين، ويذكر أن حركة "حماس" رحبت بمبادرة شلح.