دشن عدد من النشطاء حملة للتدوين عن معتقلي مؤسسة بلادي قبل يومين من جلسة محاكمتهم، للمطالبة بالإفراج عنهم والمحبوسين احتياطيا منذ مطلع أيار/مايو 2014.
والحملة التي بدأت منذ صباح اليوم تحت هاشتاج "الحرية لبلادي"؛ نادت بإطلاق سراح الناشطة الحقوقية
آية حجازي التي تحمل الجنسية الأمريكية، والتي أسست مع زوجها محمد حسانين – معتقل أيضا- مؤسسة بلادي لمساعدة أطفال الشوارع، بالإضافة إلى آخرين.
من هم جدعان ومعتقلو "بلادي"؟
وبحسب ما ذكره المدشنون فإن مؤسسة "بلادي" ليست هي النشاط الأول لآية، حيث نظمت سابقا في وسط القاهرة ماراثونا حظي بتغطية إعلامية كبيرة تحت عنوان "ياللا نجري من السياسة"، وقالت إنه "محاولة لمواجهة حالة الاستقطاب السياسي عن طريق البحث عن النقاط المشتركة واستغلال ما يجمع الناس والتغاضي عما يفرق بينهم".
وشاركت أيضا بعد ثورة يناير 2011 كمساعدة تحقيقات في اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق التي أمر بإنشائها ملك البحرين بعد مشاورات واسعة مع لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في حزيران/يونيو 2011، للنظر في أحداث احتجاجات فبراير ومارس من ذلك العام في البحرين.
وتابعت الحملة أنه بعد عودة آية من البحرين أنشأت جمعية بلادي لرعاية أطفال الشوارع، مستخدمة بذلك المال المخصص لحفل زفافها، لكنها اعتقلت في أول أيار/مايو 2014 ووجهت إليها اتهامات مع زملائها "تأسيس جماعة إجرامية للاتجار بالبشر والاستغلال الجنسي لأطفال وهتك عرضهم".
وعبر صفحة الحملة على "فيسبوك" عرف المدشنون بالمتهمين؛ فمن بين المعتقلين أيضا شريف طلعت (36 سنة)، وهو فنان تشكيلي وحائز على جوائز تقديرية من الدولة، كان يقوم بتدريس الرسم للأطفال بالجمعية، وحينما اقتحمتها
الشرطة ظل متوجدا ورفض ترك حجازي والأطفال بمفردهم آنذاك مع قوات الأمن، فتم اعتقاله وتوجيه التهم ذاتها له.
كذلك
أميرة فرج (22 سنة) كانت تشارك في الجمعية لمساعدة أطفال الشوارع ودمجهم في المجتمع، تم اعتقالها واحتجازها منذ عامين مع آية حجازي والآخرين لمجرد وجودها في مؤسسة بلادي أثناء مداهمتها من الشرطة وتم توجيه نفس الاتهامات لها، وساءت حالتها الصحية في الاحتجاز، ورفضت السلطات نقلها إلى المستشفى أو الإفراج عنها.
كان بيزور صاحبه المحبوس
أيضا من بين المعتقلين محمد السيد (30 سنة)، وهو موظف في هيئة النقل العام، كان يزور صديقه محمد حسانين (صاحب مؤسسة بلادي وزوج آية حجازي) في السجن نظرا لصداقتهما منذ 17 عاما، فاعتقل وتم تلفيق قضية له – بحسب مدشني الحملة – وتم احتجازه منذ 27 شهرا.
واعتقل أيضا كريم مجدي (مهندس كمبيوتر) وإبراهيم عبد ربه (19 سنة)، طالب في جامعة الأزهر، تم القبض عليهما عندما كانا مع محمد السيد وهو يزور صديقه محمد حسانين (صاحب مؤسسة بلادي) في السجن، وتم توجيه نفس قائمة الاتهامات لهما.
افرجوا عن جدعان بلادي
وعبر الوسم الذي شارك عبره النشطاء قال حمدي السيد: "في أحد أيام ديسمبر الماضي، قرأت رسالة من آية حجازي تقول فيها: (لا تتركونا هنا في السجون وتنسونا، ولا تجعلونا نفقد الأمل في العدل والإنسانية)، فحتى متى جدعان بلادي سيظلون قيد
الاعتقال؟".
وقالت علا عزمي: "آية حجازي ومحمد حسانين ومجموعة مؤسسة بلادي لتأهيل الأطفال بلا مأوى وإنقاذهم من مصيرهم المجهول في الشوارع، شباب
مصري رائع يحب بلده وأولادها المعوزين، يمد يد المساعدة فيبادر النظام الحاكم بوضع القيود فيها ورميهم وراء القضبان لما يزيد عن عامين بدون محاكمة حتى الآن! أي نظام هذا ! وأي كلام عن النية في التغيير إلى الأفضل!!".
وأردف رامي خليل: "اللي بيعمل خير يدخل المعتقل! وأجمل شباب معتقل! التفوق الطيبة الشرف حب الخير الوطنية قول زي ما إنت عايز وإختمها بعار التواجد في وطن بلا وطن (
#مصر سجن مفتوح)".
وأضافت منى نادر: "أميرة فرج من
#جدعان_بلادي مريضة جدا ومحتاجة عملية فورا وإدارة السجن رافضة تعالجها، 930 يوم حبس احتياطي ظلم، خرجوا أميرة تتعالج
#الحرية_لبلادي الجلسة 19 نوفمبر".
وعلق أحمد سمير: "محمد السيد الجدع صاحب صاحبه اللي بيدفع من عمره سنتين وشهور عشان شارك أصحابه دفاعهم عن حلم جزيرة الإنسانية، محمد من
#جدعان_بلادي".
وكانت 25 منظمة حقوقية قد طالبت في شباط/فبراير الماضي سلطات الانقلاب بإطلاق سراح جميع المتهمين على ذمة قضية "مؤسسة بلادي" وإسقاط كافة الاتهامات الموجه لهم، التي وصفتها المنظمات استمرارا لقمع العمل التطوعي، وتضييق الخناق على المبادرات الشبابية والمجتمع المدني.
يشار إلى أن محكمة عابدين قررت تأجيل قضية مؤسسة بلادي، 19 تشرين الثاني/نوفمبر لتودع اللجنة الفنية تقريرها.