أشاد خبير سياسي
إيراني متخصص في شؤون الشرق الأسط بمواقف وسياسات نظام عبد الفتاح
السيسي تجاه الأزمة السورية.
وقال الدكتور هادي أفقهي إن العلاقة بين دمشق والقاهرة وطيدة واستراتيجية؛ نظرا لوجود مشتركات مهمة في شتى الصعد الأمنية والثقافية والاجتماعية والسياسية بين الشعبين
المصري والسوري.
وأضاف أفقهي في تصريحات لموقع تسنيم الإيراني المقرب من الحرس الثوري، أن السيسي أثبت في مواقفه أن حكومته مستقلة ولا تخضع لأوامر الرياض.
ويرى أفقهي أن الحكومة المصرية تعاملت بحذر مع التطورات التي شهدتها الساحة منذ بداية تأجج الأزمات فيها، ولا سيما تلك التي عصفت بالعراق وسوريا واليمن.
وحاول أفقهي الربط بين ما يحدث في سيناء وما يحدث في
اليمن وسوريا، في محاولة منه للقول إن إيران ومصر تواجهان الأعداء نفسهم.
وقال أفقهي: تمكنت حكومة القاهرة من احتواء أزمة صحراء سيناء إلى حد ما، ولكن إذا تمكن المد الوهابي والغربي من بسط نفوذه في اليمن وسوريا، فهناك احتمال قوي بأن يبادر هؤلاء بتقديم دعم لا محدود للإرهابيين في صحراء سيناء.
وركزت تصريحات أفقهي على الخلاف المصري السعودي، محاولا استثماره باتجاه المصالح الإيرانية، فهو يرى أن القاهرة بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي، بذلت قصارى جهودها للنأي بنفسها عن المغامرات التي يقودها أمراء آل سعود، ولم تغرهم دولارات النفط القطرية.
مضيفا: بوادر عدم انصياع مصر للمغامرات التي تقودها حكومة الرياض ومن لف لفها، نشهدها جلية في الأزمة اليمنية، حيث شن آل سعود هجماتهم الهمجية الجائرة على الشعب اليمني، متصورين أنهم سيحظون بدعم مصري باكستاني تركي ولا سيما على صعيد الحرب البرية؛ لأنهم كانوا يقدمون دعما ماليا، ويقومون باستثمارات مالية كبيرة في هذه البلدان.
وحسب رأي أفقهي، فإن الموقف المصري من الأزمة اليمنية "أدى إلى حقد آل سعود على المصريين".
وأشاد أفقهي بكلمة السيسي التي ألقاها في الاجتماع السنوي لمنظمة الأمم المتحدة، معتبرا ذلك تحولا أساسيا على صعيد العلاقات المصرية السعودية واستقلال القاهرة بمواقفها، وعدم انجرارها وراء إغراءات دولارات النفط. وقال: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن في كلمته التي ألقاها في منظمة الأمم المتحدة، عن معارضة القاهرة لفكرة تغيير نظام الحكم في
سوريا عن طريق العنف والإرهاب، مؤكدا أن الإرهابيين لن يكون لهم مكان على الساحة السورية مستقبلا".
واعتبر أفقهي أن الساسة المصريين انتهجوا سياسة الأفق البعيد، وأضاف: هناك ارتباط وطيد بين سوريا ومصر، وليس من السهولة أن يتمكن آل سعود وأذنابهم من الوهابيين التكفيريين باجتثاثها بهذه السهولة، حيث تمكن هذان البلدن من تحقيق وحدة في إحدى مراحل التاريخ المعاصر، لذا لا نبالغ لو قلنا إن مصر تعد عمقا استراتيجيا لسوريا والعكس صحيح، فهناك ارتباط وثيق بين الشعبين المصري والسوري في جميع نواحي الحياة السياسية والعسكرية والأمنية والثقافية والاجتماعية، وهذا الارتباط مستحكم ولا يمكن لأحد قطع أواصره بسهولة كما تصور الغربيون وعملاؤهم في المنطقة".
كما شن أفقهي هجوما على جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن حكومة السيسي "لم تستقبل نشاطات الإخوان المسلمين في سوريا المدعومين تركياً، ولم تقدم لهم الدعم، وذلك من منطلق اعتقادها بأن أعضاء هذه الحركة يتبنون أفكارا إرهابية".