قدم أندرو تابلر، الباحث في قسم السياسة العربية في معهد واشنطن، ملخصا يتوجب على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب السير عليه؛ من أجل التعامل مع الوضع المعقد في
سوريا، واستعادة الهدوء فيها.
وقال تابلر، خلال نقاش أقامته "نيوز آور" حول خيارات الإدارة الأمريكية المقبلة في سوريا، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد "لن يحرز تقدما حقيقيا في غياب تدخل عسكري واسع من قبل الولايات المتحدة والغرب"، لافتا إلى أن جيشه الآن "أضعف من جيش الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في تسعينيات القرن الماضي"، خلال التوترات الداخلية التي حصلت في العراق عقب انسحابه من الكويت.
وأشار إلى أن ترامب لن يواجه سوريا مقسمة فحسب، بل سيواجه بلدا غير مستقر، تلعب فيه الجماعات التي تدرجها واشنطن في لائحة الإرهاب دورا كبيرا في شتى النواحي.
وأوضح أن على إدارة ترامب "القبول بالأمر الواقع، والعمل على إقامة مناطقة آمنة؛ لتخفيف المعاناة الإنسانية، ووقف تدفق اللاجئين، ومكافحة الإرهاب".
ورأى أن قيام الإدارة الأمريكية المقبلة بإنشاء مناطق آمنة في أراضي المعارضة على الحدود مع تركيا والأردن يعد "أفضل الوسائل لتحقيق ما يقول ترامب إنه يساعد السوريين في الحصول على فرصة".
وأضاف: "إن قيام تركيا بإنشاء منطقة آمنة شمال حلب بحكم الأمر الواقع، مع التوصل إلى تفاهم من
روسيا، هو فرصة جديدة وقوية لحماية السوريين، وبمثابة أساس عسكري وسياسي للقضاء على تنظيم الدولة عبر وادي الفرات".
لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن المناطق الكردية وجنوب سوريا تمثل "خيارات أخرى".
ودعا تابلر إدارة ترامب إلى إجراء مفاوضات مُضنية مع موسكو لاختبار التزام روسيا بمكافحة الإرهاب في سوريا، مع التضييق على نظام الأسد، وتحقيق تسوية سياسية قابلة للتطبيق من خلال إعادة التفاوض على اتفاق "مجموعة التنفيذ المشتركة"، الذي تم التوصل إليه مع موسكو في الخريف الماضي.
ولفت إلى أن "مفتاح النجاح في ذلك هو وضع معضلات واضحة لتحديد نوايا موسكو داخل سوريا".
وشدد على ضرورة الحفاظ على برنامج واشنطن السري؛ لكي يمكن الحصول على تأييد جماعات رئيسية من المعارضة؛ من أجل تحقيق الاستقرار، والقيام بمحاولات لإعادة الوحدة الوطنية.
واعتبر تابلر أن إحداث انقسام بين
إيران وروسيا يمكن أن يحقق لترامب نتائج أفضل من الاتفاق النووي الإيراني.
وقال إن على أمريكا التفاوض مع روسيا للتوصل إلى تسوية مستدامة في سوريا، وهذا من شأنه "إبقاء حزب الله وغيره من المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا خارج سوريا".