قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية إن قرار الرئيس باراك
أوباما، الذي سيغادر منصبه بعد أقل من شهر، غير الحكيم؛ بالامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يدين المستوطنات
الإسرائيلية، يمثل قطيعة مع السياسة الأمريكية التي انتهجت في الماضي، ويقوض حليفا مهما وحيويا، ويعود بقضية السلام في الشرق الأوسط إلى الوراء.
ورأت الوكالة أنه "ومع ذلك، فهو يمنح الديمقراطيين والجمهوريين فرصة للاجتماع على مقاربة أكثر واقعية لحل واحد من أصعب الصراعات في العالم".
ولفت إلى أن القرار يصنف عشر اليهود في إسرائيل، الذين يعيشون في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية، على أنهم خارجون عن القانون، ما يعزز الجهود المبذولة لفرض عقوبات على إسرائيل، أو مقاطعتها، أو حتى ملاحقتها قانونيا في المحافل الدولية.
وكانت الإدارة الأمريكية تستخدم حق النقض "الفيتو" لإسقاط أي قرارات ترى أنها من الممكن أن تقوض مسار المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونقلت الوكالة عن زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، في معرض تنديده بقرار الإدارة، قوله إن الأمم المتحدة "المعادية بشدة لإسرائيل" إنما هي "المنتدى الخطأ لإسرائيل والفلسطينيين ليتفاوضوا على تسوية لخلافاتهم".
ويشجع تخلي إدارة أوباما عن "الفيتو" لصالح إسرائيل، بحسب ما ترجمت "عربي21"، الفلسطينيين على استخدام الأمم المتحدة وسيلة ضغط على إسرائيل، في سبيل إقامة دولتهم، أو سيعطي نتيجة عكسية ويدفع الإسرائيليين إلى المضي في الاستيطان بشكل أكبر.
وتابعت الوكالة: "إذا كان الفلسطينيون يريدون سلاما دائما يقوم على حل الدولتين، فعليهم أن يقبلوا بأن إسرائيل، وليس الأمم المتحدة ولا "المجتمع الدولي، هي شريكهم في المفاوضات. وهذا يعني التفاوض بكل حسن نية، وليس التعلق بقرارات جوفاء تتجاهل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها لإعادة رسم حدود إسرائيل".
ودعت الفلسطينيين إلى إنهاء "انتفاضة السكاكين"، وبالمقابل، يتوجب على
نتنياهو أن يكون مستعدا لاجتثاث المستوطنات، التي تعتبر غير مشروعة حتى بموجب القانون الإسرائيلي، ولمقايضة الأرض بالسلام، كما فعلت إسرائيل في الماضي، والوفاء بتعهداته الأمنية والاقتصادية للفلسطينيين فيما لو وفوا هم بتعهداتهم.
ولفتت إلى أن تنصل الولايات من حليف كإسرائيل أمر لا يمكن تصوره، فهو ليس حليفا لها فحسب، بل حليفا مهما لأمن دول الجوار، كالأردن والسعودية وقطر والإمارات ومصر، بما لديه من ديمقراطية مستقرة واقتصاد ديناميكي ومبدع ومتطلع إلى المستقبل.
ونوهت إلى تنصل الولايات المتحدة، بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم، من مسؤوليتها تجاه إنقاذ حياة مئات الآلاف من السوريين، وسماحها بخروج اللاجئين إلى أوروبا، قد يضعضع القارة، وربما يؤدي إلى تفكك الاتحاد الأوروبي.
غير أنها أوضحت أن هذا القرار يوفر فرصة للجمهوريين والديموقراطيين إلى الاجتماع حول سياسية وخط الرئيس المنتخب، دونالد
ترامب، والموافقة على نقل السفارة إلى القدس المحتلة، ليكون تأكيدا من الولايات المتحدة للدولة التي ولدت من رحم المحرقة، وما تزال محاصرة، بأنها ملتزمة بوجودها وتقف إلى جانبها.
وختمت بأن الولايات المتحدة سوف تستمر في لعب دور بالغ الأهمية في مساعدة كلا الطرفين على اختيار أفضل السبل للمضي قدما في الاختيار بين الإرهاب أو السلام، وبين الديمقراطية أو القمع، لا يوجد مجال للحياد، ناهيك عن الامتناع.