قال نشطاء من مدينة
حماة السورية إن عمليات
الخطف تفاقمت خلال الشهر الماضي وفي وضح النهار من قبل عصابات مقربة من النظام السوري.
وأشار النشطاء إلى أن عمليات الخطف تتم بواسطة استدراج الأطفال أو عبر نصب الحواجز المتنقلة لعناصر يرتدون زيا عسكريا للنظام تعمل على إيقاف الأشخاص واقتيادهم لجهات مجهولة.
وقال مسؤول قسم التوثيق والانتهاكات في مدينة حماة جواد الحموي لـ"
عربي21": "بعد دخول جيش النظام إلى مدينة حماة عام 2011 حصلت حالات خطف كثيرة بعضها موثق وبعضها الآخر لم نستطع توثيقه، وقد بلغت حالات الخطف الموثقة خلال الأعوام الثلاثة الماضية 164 حالة بينهم نساء وأطفال وبعضهم تم إعدامه بعد الخطف".
وأضاف: "خلال الشهر الماضي بدأت في مدينة حماة حالات خطف جديدة وعلى مستوى واسع في أغلب أحياء المدينة، وخاصة أحياء السوق حيث تم تسجيل أكثر من 150 محاولة خطف بناء على شهادات موثقة بينهم طفل".
وقال الحموي إن المتهم الرئيس في هذه الحوادث عصابة ترتدي الزي العسكري وتتكلم لهجة سكان الساحل العلويين، ويتم الخطف عن طريق سيارات مظللة وبوسائل أخرى.
ونقلا عن أهالي المختطفين فإن أغلب من يتم أخذهم لم يعودوا وعدد قليل من المختطفين قام الخاطفون بمفاوضة ذويهم على مبالغ مالية ضخمة لا تقل عن 30 مليون ليرة سورية وفي بعض الحالات تم قتل المختطف حتى بعد تأمين المبلغ.
ونقل نشطاء عن عدد من الأشخاص شهادات أن الاختطاف بهدف بيع الأعضاء البشرية لكن لم يتم التوثق من هذه الشهادات.
ويتهم بعض الحمويين المدعو "علي شلة"، وهو أحد الشبيحة الكبار المقربين من النظام، بالقيام بعمليات الخطف وهو صاحب أسبقيات ولديه سجل سابق في الخطف على مستوى مدينة حماة وريفها.
بدورها قالت الناشطة الإعلامية آية الحموية لــ"
عربي21"، إن أكثر الأحياء التي شهدت حالات اختطاف هي "حي الأندلس وحي البعث وحي الجلاء وحي البياض"، وجميع هذه الأحياء شهدت حالات اختطاف عبر سيارة من نوع "فان مظلل" أسود اللون عليه صورة "باسل الأسد" أو عبر "فان مظلل" أبيض اللون.
من جانبه قال عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان الدكتور محمد السكاف إن عمليات الخطف لأجل الفدية المالية انتشرت في الآونة الأخيرة في مراكز المدن والتجمعات السكانية، حيث تقوم بعمليات الخطف الميليشيات المحلية التابعة لقوات النظام السوري، وتحتفظ هذه الميليشيات بمراكز احتجاز خاصة بها ولا تخضع لسلطة النظام السوري أو قوانينه، وتنتقي هذه المجموعات ضحاياها بعد دراسة عن الحالة المادية للأهل ومعظم ضحاياها من النساء والأطفال.
وأشار السكاف إلى أن هذه المجموعات كثيرا ما تنشط على مسمع ومرأى من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري التي تقف عاجزة في كثير من الأحيان عن التدخل أو الإفراج عن المختطف بسبب كثرة الميليشيات المسلحة وتعدد الجهات المسؤولة عنها، ومن أبرز الميليشيات المسؤولة عن عمليات الخطف ميليشيا الدفاع الوطني.
وتابع السكاف حديثه قائلا: "تتبع هذه الميليشيات أسلوب الخطف من الطرقات حيث تلجأ أحيانا إلى نصب نقاط تفتيش مؤقة "حواجز طيارة" على الطرقات العامة".