أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس سلسلة من الإجراءات ضد روسيا اثر اتهامها بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية، معتبرا 35 دبلوماسيا "أشخاصا غير مرغوب فيهم". في حين أعلن مصدر مقرب من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أنه قد يلغي العقوبات.
وقال مسؤول أمريكي كبير الخميس إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد يلغي قرارات الرئيس باراك أوباما ضد روسيا ويسمح لمسؤولي المخابرات الروس بالعودة للولايات المتحدة بمجرد توليه السلطة لكن ذلك لن يلقى استحسانا.
من جانبه قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن الجولة الجديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا سوف تضر العلاقات بين موسكو وواشنطن.
وقال ديمتري بيسكوف إن بوتين سيأمر برد "مناسب" على العقوبات التي شملت طرد 35 دبلوماسيا.
وفي مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين قال بيسكوف إن موسكو تشكك في فاعلية تلك الإجراءات نظرا لأن الإدارة الأمريكية الحالية ستنتهي ولايتها خلال ثلاثة أسابيع.
وأعلنت الخارجية الروسية اتخاذ إجراءات جوابية ضد الدبلوماسيين الأمريين في موسكو الولايات الجمعة.
من جانبه أعلن دبلوماسي روسي رفيع المستوى أن العقوبات المفروضة ضد روسيا على خلفية مزاعم عن "قرصنة" موسكو للانتخابات الأمريكية ستعرقل إعادة تطبيع العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وفق "روسيا اليوم".
وذكر قسطنطين دولغوف، المسؤول عن ملف حقوق الإنسان وسيادة القانون في وزارة الخارجية الروسية، لوكالة "إنترفاكس"، الخميس، إن "أي عقوبات ضد روسيا لا مستقبل لها وستؤدي إلى نتائج معاكسة".
وقال أوباما في بيان إن العقوبات لا تتوقف عند هذا الحد محذرا من أن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات أخرى "في الوقت الذي نختاره بما في ذلك عمليات لن يتم الكشف عنها".
وأضاف أوباما "لقد أمرت بعدد من التدابير ردا على المضايقات العدائية من الحكومة الروسية لمسؤولين أمريكيين وعمليات القرصنة التي استهدفت الانتخابات الأمريكية".
وتابع أن "هذه الإجراءات تأتي بعد تحذيرات متكررة خاصة وعامة أرسلناها للحكومة الروسية، وهي رد ضروري ومناسب على الجهود الرامية إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية في انتهاك للمعايير الدولية للسلوك المعمول بها".
وبين التدابير التي أعلن عنها، فرض عقوبات على مديرية الاستخبارات الروسية وجهاز الأمن الفدرالي الروسي، بالإضافة إلى إغلاق مجمعين روسيين في نيويورك وميريلاند تقول الولايات المتحدة إنهما "لأغراض على علاقة بالاستخبارات".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الولايات المتحدة أمهلت الدبلوماسيين الروس 72 ساعة لمغادرة البلاد. وأضاف أن كل الدبلوماسيين الروس سيمنعون من دخول المجمعين اللذين يستخدمان في جمع معلومات المخابرات بدءا من ظهر الجمعة.
ورفض المسؤول الأمريكي ذكر أسماء الدبلوماسيين الروس الذين تشملهم الإجراءات لكن من المفهوم أنه ليس من بينهم السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسليان.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية شكت منذ فترة طويلة من أن الأمن الروسي وضباط المرور يضايقون الدبلوماسيين الأمريكيين في موسكو وأثار وزير الخارجية جون كيري القضية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الروسي سيرجي لافروف.
روسيا ترد
وفي وقت لاحق من صباح اليوم الجمعة قال مسؤول أمريكي، إن روسيا ردت على العقوبات الأمريكية عبر إغلاق مدرسة أنجلو-أمريكية في العاصمة موسكو.
وبحسب المسؤول فإن المدرسة يرتادها أبناء الموظفين في سفارات أمريكا وبريطانيا وكندا إلى جانب أطفال من جنسيات غربية أخرى، لافتا إلى أن الأمر الحكومي الروسي يشمل أيضا إغلاق سبل الوصول إلى مجمع تابع للسفارة الأمريكية مخصص لقضاء العطل والإجازات ويقع في منطقة "سيربرياني بور" قرب موسكو.