احتل العام 2016 بامتياز وصف العام الأسوأ عند نشطاء كسر
الحصار عن قطاع
غزة، بوصفه مثل نهاية عشر سنوات تراكمية زادت فيها الأزمات والمشاكل على المحاصرين، وبعد ثلاثة حروب طاحنة ما تزال آثارها ماثلة للعيان رغم الوعود العربية والدولية بإعادة الإعمار وكسر الحصار.
ويتطلع نشطاء كسر الحصار سواء داخل اللجان الرسمية او الشعبية الفلسطينية بتفاؤل أكبر حيال العام الجديد، حيث أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار عن أمنياتها أن يكون العام 2017 عام انهاء وكسر الحصار بصورة نهائية.
وطالبت اللجنة في بيان اطلعت عليه "
عربي21" بسرعة التحرك على كافة المستويات الفلسطينية والعربية والدولية لجعل 2017 عام انتهاء الحصار.
ودعت لإنقاذ مليوني فلسطيني يعيشون في أكبر سجن في العالم من خلال حصار خطير ينهي عامه العاشر على التوالي ويزداد صعوبة وكارثية كل يوم.
وعدت اللجنة العام 2016 الأسوأ، محذرة من أن استمرار الحصار يعني مزيدا من تفاقم الأوضاع الكارثية، مؤكدة ضرورة السعي لعدم الوصول لها تجنبا لأي انعكاسات خطيرة محتملة.
من جهته أكد المتحدث باسم هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أدهم أبو سلمية في حديث لـ"
عربي21" أن العام 2016 كان فعلا الأسوأ في الحصار لأنه يمثل نهاية عشر سنوات تراكمية زادت فيها الأزمات والمشاكل على المحاصرين.
وقال "مقومات الصمود عبارة عن سد يتلقى الصدمات على مدار السنين من الحصار وشارف على الانهيار بفعل شدة الأزمات التي عصفت به".
الكهرباء والإعمار أكبر المشاكل
وعدد أبو سلمية المشاكل التي تسبب فيها الحصار وظلت عصية على الحل أبرزها أزمة الكهرباء لافتا إلى أن قصف المحطة عام 2006 وإعادة قصفها لثلاث مرات أخرى خلال الحروب المتتالية، أدى لتهالك المحطة وضعف قدرتها على توفير إمداداتها لسكان قطاع غزة.
وقال إنه وعلى الرغم من الزيادة الحاصلة خلال العشر سنوات الماضية في أعداد السكان والمنازل وزيادة الحاجة للكهرباء، إلا أن معدلات ومصادر الكهرباء ما زالت على حالها بل تتراجع للأسوأ.
وأوضح أبو سلمية أن عملية الإعمار بطيئة جدا وتراوح مكانها وأن ما تم بناؤه وإعماره لا يتجاوز 30 % فقط من البيوت المدمرة بفعل الحروب الماضية على غزة، فضلا عن الحاجة الطبيعية لمساكن جديدة ووحدات سكنية لتلبية احتياجات الشباب وزيادة السكان.
ولفت أيضا لوجود يادة "مخيفة" في نسبة البطالة خاصة في أوساط حملة الشهادات من الخريجين وقطاع المهن حيث تجاوزت نسبة البطالة الفعلية 60 % في ظل غياب فرص العمل، وأشار أن أكثر من 120 ألف خريج جامعي في غزة ليس لديهم أي فرصة عمل.
مرحلة العد التنازلي
وحذر أبو سلمية من دخول غزة مرحلة ما أسماه "العد التنازلي" فيما يتعلق بالقدرة على الصمود في وجه الحصار وقال إن القطاع بحاجة لخطة شاملة تنقذه من حالة الإنهاك الغير مسبوقة التي يتعرض لها في كل مناحي الحياة.
وفيما يتعلق بنسب الفقر أوضح أن أكثر من مليون ونصف فقير في غزة يعيشون حالة "فقر مدقع" وهم بحاجة ملحة لمساعدات إنسانية عاجلة في حين أن المساعدات خلال عام 2016 تعتبر الأقل في جميع سنوات الحصار نظرا لانشغال المؤسسات الدولية الإغاثية بالوضع الإقليمي خاصة في سوريا والعراق واليمن ما أدى لتشتت المصادر الداعمة لصمود أهل غزة.
وتطالب اللجنة الشعبية لفك الحصار عن غزة بضرورة فتح كافة المعابر دون استثناء وضمان حرية تنقل الأفراد من وإلى قطاع غزة وكذلك حركة البضائع للاستيراد والتصدير دون قوائم ممنوعات كما هو معمول به الآن إلى جانب فتح الممر الآمن الذي يربط غزة بالضفة الغربية، والعمل على تشغيل ممر بحري لحين إنشاء ميناء غزة، وكذلك العمل على إعادة بناء وتشغيل مطار غزة الدولي، مشيرة أن ذلك من شأنه إعادة الأمل والحياة من جديد لسكان القطاع.