رحب
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، السبت، بوقف إطلاق النار في
سوريا، لكن جماعات المعارضة المسلحة هددت بالتخلي عن
الهدنة المستمرة منذ يومين إذا تواصلت الانتهاكات لها.
وتبنى مجلس الأمن -الذي يضم 15 عضوا بالإجماع- قرارا يرحب بوقف إطلاق النار، وهي ثالث هدنة هذا العام تستهدف إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ستة أعوام.
وقلص الاتفاق الذي توسطت فيه
روسيا وتركيا مستوى العنف، لكن الاشتباكات المسلحة والضربات الجوية والقصف تواصل في بعض المناطق. وتدعم كل من روسيا وتركيا طرفا غير الذي تدعمه الأخرى في الصراع السوري.
وقالت فصائل تنتمي للجيش السوري الحر، وهو تحالف فضفاض من فصائل، إن القوات الحكومية ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية يحاولون اكتساب مزيد من الأراضي من مقاتلي المعارضة في وادي بردى شمال غربي دمشق.
وقالت جماعات المعارضة في بيان: "نؤكد أن استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه للمناطق تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغيا".
وقالت المعارضة السياسية والمسلحة إن الجانب الحكومي يحشد قوات لشن هجوم بري في المنطقة. ولم يصدر أي إعلان جديد من الجيش منذ أن بدأ عمليات في المنطقة الأسبوع الماضي.
وقالت الفصائل التابعة للجيش السوري الحر، في بيان منفصل، إنها ستتخلى عن اتفاق الهدنة إذا لم يستخدم الروس نفوذهم لوقف الهجمات في وادي بردى بحلول الساعة الثامنة مساء (1800 بتوقيت جرينتش). وكان التدخل الجوي الروسي ساعد الرئيس بشار الأسد في تحويل دفة الحرب لصالحه.
وفي وقت لاحق، قال مسؤولان بالمعارضة المسلحة إن الغارات الجوية حول وادي بردى توقفت قبل الساعة الثامنة مساء مباشرة، وإن وقف إطلاق النار هناك لا يزال صامدا رغم استمرار الاشتباكات في المنطقة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اندلاع قتال في المنطقة، التي تعد مصدرا لمعظم إمدادات المياه للعاصمة، وأكد أيضا وقوع قصف حكومي في محافظتي القنيطرة ودرعا الجنوبيتين.
اتصال بوتين وروحاني
قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن مقاتلي المعارضة انتهكوا الهدنة 12 مرة خلال 24 ساعة. ووقع الكثير من أعمال العنف أمس عند الحدود بين محافظتي حماة وإدلب في شمال غرب سوريا.
وقال الكرملين، في بيان، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني اتفقا في اتصال هاتفي السبت على العمل معا، في محاولة لإنهاء الأزمة السورية، وإنجاح محادثات السلام المقررة في أستانة عاصمة قازاخستان.
وقال المرصد السوري -ومقره بريطانيا- إن مستوى القتال تراجع السبت، وإن الهدنة لا تواجه خطرا في الوقت الراهن، لكن مسؤولا بالمعارضة المسلحة قال إنها "في خطر بالغ".
وقالت المعارضة المسلحة في بيانها إن الحكومة والمعارضة وقعتا فيما يبدو على نسختين مختلفتين من اتفاق وقف إطلاق النار، إحداهما "حذفت منها عدة نقاط رئيسية وجوهرية غير قابلة للتفاوض"، إلا أنها لم تحدد هذه النقاط.
واتفاق وقف إطلاق النار هو الثالث هذا العام، لكنه الأول الذي لا يشمل الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة.
وجاء ترحيب مجلس الأمن بالهدنة رغم مناشدة فصائل الجيش السوري الحر للمجلس عدم التصديق عليها إلى أن تبدي الحكومة السورية وروسيا احترامهما لها.
ورحب المجلس بالخطط الرامية لإجراء محادثات في قازاخستان قبل استئناف المحادثات التي تجرى بوساطة الأمم المتحدة في جنيف في شباط/ فبراير.
وأدى الصراع إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد زهاء 11 مليونا.
وحتى مع إبرام هدنة ناجحة بين الأسد والمعارضة الرئيسية المسلحة، فإن الصراع متعدد الأطراف سوف يتواصل.
وتحاول
تركيا على نحو خاص إبعاد القوات الكردية ومقاتلي تنظيم الدولة -وكلاهما لم يشمله الاتفاق- عن مناطق تقع إلى الجنوب من حدودها.
ولم يتضح بعد موقف جماعات إسلامية أخرى، مثل جبهة فتح الشام وأحرار الشام، فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، رغم أنهما انتقدتاه.