نشر موقع "سي أن أن" تقريرا للكاتب دانيال بوركي، يقول فيه إنه من المقرر أن يتحدث
قسيس له تاريخ طويل في إصدار التعليقات النارية ضد المسلمين والمورمانز والكاثوليك والمثليين، خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب، قبيل تأدية ترامب لليمين الدستورية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن القسيس
روبرت جفريس هو قسيس تابع لكنيسة "سوذرن بابتستس"، وشارك في حملة ترامب بنشاط في الأشهر الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، وهو عضو في اللجنة الاستشارية الإنجيلية، وتحدث ترامب عنه قائلا: "أحب هذا الشخص"، لافتا إلى أن ترامب، الذي ينتمي لكنيسة بريزبيتاريان، لم يكن على علاقة قبل الحملة الانتخابية بالقسيس، الذي يدير الكنيسة المعمدانية الأولى في دالاس.
ويذكر بوركي أن القداسات الصباحية أقيمت اليوم الجمعة في كنيسة سان جونز الأسقفية مقابل البيت الأبيض، حيث ستستمر في طقوس يوم تنصيب عادي، إذ إنه عدا ريتشارد نيكسون عام 1973، فإن كل رئيس منتخب، منذ فرانكلين روزفيلت، حضر الصلوات يوم التنصيب، وكثير منهم في سان جونز، مشيرا إلى أن هذا منفصل عن عملية التنصيب ذاتها، بالإضافة إلى صلوات متعددة الأديان يوم السبت في كاثدرائية واشنطن الوطنية، حيث سيقوم إمام بالدعاء.
ويقول الموقع إن "قداس يوم التنصيب لا يحظى بكثير من الاهتمام، ولا يثير الجدل في العادة، لكن عرض المنبر على جفريس غالبا ما سيزعج الأقليات الدينية، وبالذات المسلمين، فكثير منهم غاضبون؛ بسبب قيام الرئيس المنتخب بإثارة الشكوك حول الإسلام خلال حملته الانتخابية".
ويلفت التقرير إلى أن جفريس يقود كنيسة في دلاس، يقدر عدد المنتمين لها بـ12 ألف عضو، وهو ضيف متكرر على "فوكس نيوز"، مستدركا بأنه بالنسبة للأمريكيين، فإنه يشتهر بشجبه المستمر للمورمانز، وتسميتهم بالطائفة خلال حملة انتخابات عام 2012، وحث المسيحيين على عدم التصويت لـ"مت رومني"، الذي ينتمي للمورمانز خلال انتخابات حزب الجمهوريين الأولية، لكنه بعد ذلك أيد رومني ضد الرئيس بارك أوباما.
ويورد الكاتب أن جفريس قال عن الإسلام والمورمانية بأنهما هرطقات "من حفرة في الجحيم"، بالإضافة إلى هذا، فإن الكنيسة الكاثوليكية لم تسلم من لسانه، حيث قال إن الشيطان قادها إلى طريق الضلال، لافتا إلى أنه اتهم أوباما بأنه "مهد الطريق" للمسيح الدجال، ونشر إحصائيات كاذبة حول انتشار فايروس HIV بين المثليين، الذين قال عنهم إنهم يعيشون نمط حياة "تعيس" و"قذر".
وينوه الموقع إلى أن شجب جفريس للإسلام تكرر في السنوات الأخيرة، حيث وصفه بأنه "دين شرير"، وبأنه "يشجع الاعتداء الجنسي على الأطفال"، مستشهدا بزواج الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بالسيدة عائشة في عمر 9 سنوات، (ويختلف كثير من علماء المسلمين المعاصرين في موضوع عمرها)، بالإضافة إلى أن القسيس يتهم المورمانز والمسلمين والهندوس "بعبادة إله زائف".
ويفيد التقرير بأن راعي كنيسة سان جونز الأسقفية القسيس لويس ليون، تحدث للموقع حول اعتزام جفريس إلقاء الخطبة، وشارك ليون في الترتيب اللوجيستي للمناسبة، لكنه لم يشارك في اختيار المتحدثين، مشيرا إلى أن مصدرا ثانيا مشاركا في الإعداد للقداس أكد لـ"سي أن أن" يوم الخميس، أن جفريس سيشارك في البرنامج.
ويشير بوركي إلى أنه سيحضر المناسبة الخاصة حوالي 300 شخص، بحسب ليون، بمن فيهم عائلة ترامب ونائب الرئيس المنتخب مايك بنس وعائلته، حيث قال ليون إن منظمي تنصيب ترامب هم من اختاروا جفريس لإلقاء الخطبة، لافتا إلى أن جفريس رفض الحديث عن دوره في مراسم التنصيب، وقال إن عقده مع "فوكس نيوز" يمنعه من الحديث لـ"سي أن أن"، لكنه غرد ليلة الخميس قائلا إنه "يتشرف بإلقاء خطبة وعظية بعنوان (عندما يختار الله قائدا) خلال القداس الخاص لعائلة ترامب وبنس في كنيسة سان جونز"، قبل التنصيب.
وينقل الموقع عن جفريس قوله على أخبار "فوكس نيوز" ليلة الخميس، إن الخطبة ستركز على نحميا، وهو شخصية تشبه شخصية ترامب في التوارة العبرية، وساعد في إعادة بناء القدس في القرن الخامس قبل الميلاد، وذلك ببناء سور دفاعي حول المدينة، وقال جفريس: "سأستخدم قصة نحميا بصفته مثالا للسبب الذي يبارك فيه الله القادة.. وأريدها أن تكون تشجيعا كبيرا لرئيسنا الرائع ونائبه".
وبحسب التقرير، فإن مسؤولا مرتبطا بالتخطيط لتنصيب ترامب دافع عن جفريس ضد ما يقوله الناقدون بأنه شخصية انقسامية، حيث قال: "القسيس جفريس شخصية تعمل على التوحد، ويمثل طيفا متباينا من الأمريكيين، وأي محاولة لتشويه سمعة هذا القائد الديني مخيبة للآمال وفي غير محلها".
ويكشف الكاتب عن أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية يختلف مع هذه الرؤية، حيث قال المتحدث باسمه إبراهيم هوبر: "لسوء الحظ، فإن اختيار القسيس جفريس يعكس حالة إدارة ترامب القادمة، حيث تضمن الفريق الانتقالي شخصيات معادية للإسلام، بالإضافة إلى الاختيارات الوزارية والبيت الأبيض، ابتداء من الجمعة".
ويختم "سي أن أن" تقريره بالإشارة إلى أن مدير برامج GLAAD، التي تمثل المثليين، روس ماري، أعرب عن قلقه من مشاركة جفريس في قداس الجمعة، حيث قال إن مشاركته تعكس مواقف ترامب وسياساته المتوقعة تجاه المثليين.