طلبت الوحدت الكردية في مدينة رأس العين بريف محافظة
الحسكة؛ من
النازحين السوريين العرب مغادرة المدينة خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع.
وأكد الناشط الإعلامي باسل الحسين؛ أنه تم إبلاغ قوات الأمن الكردية (الأسايش) جميع النازحين في المدينة بمغادرة المدينة باتجاه مخيم "المبروكة"، الذي خُصص من قبل الإدارة الذاتية في أوائل العام الماضي؛ لاستقبال النازحين من مدن وأرياف الرقة ودير الزور الخاضعتين بمعظمهما لسيطرة تنظيم الدولة.
وأضاف الحسين في حديث لـ"
عربي21"، أن الحجج التي يتم تسويقها من قبل
الوحدات الكردية لطرد النازحين خلال مدة لا تزيد عن الأسبوع؛ تتلخص في الخوف من وجود "خلايا نائمة" للتنظيم بين صفوف النازحين، وأن هناك عددا منهم غير مسجلين لدى الأجهزة الأمنية، "وهي حجج واهية بعيدة عن الواقع"، بحسب قول الحسين.
من جانبه، أكد فهد السرحان، وهو أحد وجهاء العشائر في منطقة رأس العين، في حديث خاص لـ"
عربي21" أن وجهاء العشائر العربية طلبوا من الوحدات الكردية التريث في قرار ترحيل النازحين، لكنه أقر بأن الأسايش طالبت العديد من العوائل النازحة بضرورة المغادرة إلى مخيم مبروكة، موضحا أن "الاستهداف شمل جميع النازحين".
وبحسب سرحان، فإن السبب الرئيسي وراء صدور مثل هذا القرار المفاجئ يرجع إلى كثرة التفجيرات التي وقعت في المدينة، والتي طالت حواجز الوحدات ومواقع لها في الآونة الأخيرة، "في ظل شكوك بتسهيل بعض النازحين لهذه العمليات أو التورط فيها بالتنسيق مع تنظيم الدولة، مما دفع الوحدات لإجبارهم على ترك المدينة"، مشيرا إلى أن اجتماعا جرى قبل أيام بين وجهاء العشائر العربية والوحدات الكردية من أجل إيجاد حل لقضية النازحين.
بدوره، وصف أحد النازحين أوضاعهم في مدينة رأس العين بـ"الصعبة جدا"، خاصة في ظل الطوق الأمني المفروض عليهم.
وأضاف الشاب الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "ما يتعرض له النازحون من تضييق وتشديد وتهديد جعلهم يتمنون لو لم يغادروا منازلهم التي تخضع لقبضة تنظيم الدولة، وذلك لما قامت به هذه القوات من تصرفات مشينة بحقهم"، على حد وصفه.
وأوضح أنه وعائلته المكونة من أربعة أشخاص تمكنوا من الوصول إلى مدينة رأس العين قبل نحو ستة أشهر، واستقروا فيها بعد استكمال كافة الإجراءات الأمنية، لكنه، كما يقول، تفاجأ من مطالبته من قبل قوات الأسايش بضرورة ترك منزله المستأجر، الأمر الذي سيدفعه إلى التوجه إلى المخيم خوفا من عمليات انتقامية قد تشمل عائلته.
يشار إلى أن الإدارة الذاتية الكردية التي يهيمن عليها حزب الاتحاد الديمقراطي؛ كانت قد أصدرت قرارا مماثلا في منتصف أيلول/ سبتمبر 2015، يقضي بطرد جميع النازحين الذين لا يمتلكون كفيلا من مدينة الحسكة.