في خطوة مفاجئة، أصدر النظام السوري في محافظة
اللاذقية، على الساحل السوري، قرارا يقضي بإنهاء عقود الموظفين النازحين من المحافظات الأخرى وسوقهم إلى "الفيلق الخامس اقتحام" الذي أعلن عن تشكيله مؤخرا،
وكانت قيادة قوات النظام السوري قد أعلنت في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عن تشكيل مليشيا جديدة، تحت مسمى الفيلق الخامس اقتحام، وذلك بهدف القضاء على ما تسميه "المجموعات المسلحة"، وفق البيان الذي صدر عنها في ذلك الوقت.
وجاء في كتاب صادر عن محافظ اللاذقية، إبراهيم خضر السالم، ووزعه على الدوائر الرسمية، أنه على كافة العاملين في الدوائر الحكومية من المحافظات الأخرى ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما الالتحاق خلال 48 ساعة باللواء الأول من "الفيلق الخامس" في مقره بمعسكرات الطلائع بحي الرمل الجنوبي في المدينة.
واستثنى الكتاب، الذي يحمل تاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، الأشخاص المعفيين من
الخدمة العسكرية (الوحيد لعائلته، ومن دفع البدل النقدي، وصاحب الإعفاء الصحي)، فيما نص القرار على طرد الموظفين النازحين؛ المتقاعسين عن الالتحاق بالفيلق.
وأشار الناشط الإعلامي محمد حاج بكري، في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن هذا القرار يمهد لزج الموظفين في جبهات القتال ضد فصائل المعارضة السورية بريف اللاذقية.
وأضاف أن دوائر النظام في اللاذقية أبلغت جميع الموظفين النازحين بالقرار الذي خلق حالة من الاستياء الشديد وشعورا بالقلق وعدم الاستقرار، إذ يرفض معظمهم الانخراط ضمن صفوف الفيلق الخامس، الأمر الذي سيؤدي إلى وضعهم أمام خيارين، إما طردهم من الوظيفة والخروج من اللاذقية، أو الانضمام للفيلق الخامس وقبول
التجنيد الإجباري ضمن صفوفه وبالتالي المشاركة في القتال، كما قال.
وأشار حاج بكري إلى أن النظام السوري فشل في استقطاب الموظفين النازحين طوعا، رغم الإعلانات المستمرة والمغريات الكثيرة التي يقدمها لمنتسبي الفيلق، ما دفعه إلى اتباع أسلوب الجبر والإكراه، مستعينا بالخزان البشري من الموظفين النازحين الذين يقدر عددهم بنحو 100 ألف موظف.
وأشعل التعميم الصادر عن محافظ اللاذقية غضب الموظفين النازحين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعرب كثيرون عن احتجاجهم ورفضهم لما ورد في القرار.
وكتب يونس الشرم على صفحته الشخصية في "فيسبوك": "لا يجوز إجبار الموظفين النازحين إلى مدينة اللاذقية على الخدمة الإجبارية في الفيلق الخامس".
كما علق الموظف كمال سواس قائلا: "إن التعميم الصادر بحاجة إلى توضيح لأهدافه وآلياته، وضرورة إجراء تعديلات عليه بما يتناسب مع أوضاع الموظفين النازحين".
من جانبه، قال الناشط بشار اللاذقاني، إن الملفت في التعميم الصادر، أن الفيلق الخامس اقتحام بشكله الظاهري هو فيلق تطوعي إلا أنه في حقيقة الأمر إلزامي بشكل غير مباشر، ففي التعميم الصادر يقع الموظف بين خيار الالتحاق أو الفصل وبهذه الحالة لا يكون الفيلق تطوعي، وإنما يكون خارج عن إرادة بعض الموظفين النازحين، ما يجعل مصيرهم مجهول.
وأكد اللاذقاني في حديث خاص لـ"
عربي21" على تناقض التعميم الصادر عن محافظ اللاذقية مع ما ورد في بيان وزارة دفاع النظام، التي نشرت عبر موقعها الرسمي على الإنترنت أن الالتحاق بـ"الفيلق الخامس اقتحام"، هو طوعي وليس إجباريا، ومنح فترة زمنية مدتها سنة واحدة قابلة للتجديد لمن يرغب بالالتحاق به من العاملين في دوائر النظام.