رفضت
المعارضة السورية قراءة
مسودة الدستور السوري، التي قام الوفد الروسي بتوزيعها على المشاركين في مؤتمر أستانة بكازاخستان، مؤكدة أن موسكو تكرر بهذه المسودة أخطاء السلطات الأمريكية في العراق.
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أن المعارضين السوريين رفضوا إبداء ملاحظاتهم على مسودة الدستور التي أعدها "الروس"، وقُدمت لممثليها أثناء المفاوضات بين السوريين في العاصمة الكازاخستانية التي جرت يومي 23 و24 من الشهر الجاري.
وأكد ممثلو المعارضة السورية في مؤتمر أستانة أن "الدستور الذي تكتبه دولة أخرى، لن يكون فاعلا كأداة سياسية"، موضحين أن المهمة الرئيسة في الوقت الراهن هي دعم الهدنة، وليس وضع دستور جديد للبلاد، بحسب "كوميرسانت".
وقال ممثل المعارضة السورية يحيى العريضي لوكالة "بلومبيرغ": "نحن قلنا لهم إن الدستور يجب أن يكتبه السوريون"، مشيرا إلى أن تجربة بول بريمر (رئيس إدارة الاحتلال الأمريكي في العراق للفترة بين 2203 و2004- الصحيفة) واضحة جدا: عندما يكتب الدستور من قبل دولة أخرى، فإنه لن يكون فاعلا كأداة سياسية".
وقال العريضي لوكالة أنباء "ريا نوفوستي"، إن مضمون مشروع الدستور كان معروفا مسبقا لزملائه، بيد أنهم لم يرغبوا في "التعمق" فيه. وأعرب عن اعتقاده بأن تركيز الاهتمام على الدستور، سيصرف الأنظار عن الأهداف، التي من أجلها عقدت المفاوضات في أستانة، وهي "الهدنة"، كما قال المعارض السوري.
وأعرب عن رأي مماثل عضو آخر في وفد المعارضة، هو أسامه أبو زيد، الذي أكد بدوره أنه "لا يوجد لدى السوريين مشكلة مع الدستور، مشكلة السوريين هي في أنهم يُقتلون". ولم يستبعد عودة المعارضة إلى دراسة مشروع الدستور في وقت لاحق.
ومن ناحيته وأوضح رئيس الوفد الروسي في المفاوضات ألكسندر لافرينتيف، أن "هذا العمل يؤكد رغبتنا بتسريع العملية (صياغة الدستور- الصحيفة) وإعطاء ذلك زخما إضافيا، من دون التدخل في العملية الأساسية لبحث وإقرار الدستور".
وكانت وكالة "إنترفاكس" قد ذكرت أن رئيس الجمهورية في
سوريا، وفقا للمسودة الروسية، يُنتخب لمدة سبعة أعوام من دون حق في إعادة الانتخاب، وليس من الضروري أن يكون مسلما.. إضافة إلى تحويل البرلمان إلى مجلسين، وفقدان الشريعة موقعها "مصدرا أساسا للتشريع في البلاد".
وأعلن ممثل اللجنة العليا في المفاوضات عن المعارضة هشام مروة، أن "قراءة مشروع الدستور تتطلب الكثير من الوقت"، مشيرا إلى أن الوصف، الذي ورد في وسائل الإعلام لمقتطفات منه، ليس دقيقا.
وأكدت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن مشروع الدستور الروسي الذي أعدته موسكو، هو "مجرد مجموعة من الأفكار من أجل بدء مناقشة هذا الموضوع"، وأن "الأمور التفصيلية كافة يقررها السوريون بالاتفاق فيما بينهم".