لماذا أغضب بيان عن الهولوكست لترامب زعماء اليهود؟

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا تقول فيه إن البيت الأبيض دافع عن عدم ذكره اليهود ومعاداة السامية في بيان تذكر الهولوكست، بالقول إن إدارة دونالد ترامب "تأخذ في الاعتبار جميع أولئك الذين عاشوا المعاناة".

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البيت الأبيض أصدر يوم الجمعة، في يوم ذكرى الهولوكست، بيانا لم يذكر اليهود واليهودية أو معاداة السامية، التي تعد الدافع الأساسي لألمانيا النازية للقتل الجماعي لستة ملايين يهودي في الأربعينيات.

وتورد الصحيفة أن رئيس رابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات، استنكر بيان ترامب "المحير والمثير للقلق"، الذي يعد سابقة هي الأولى من نوعها. 

ويلفت التقرير إلى أن المدير التنفيذي لمركز "فرانك آن" ستيفن غولدشتاين، شجب بيان ترامب قائلا: "كيف يمكن أن ننسى، سيدي الرئيس، أن ستة ملايين يهودي قتلوا لأنهم يهود؟ واخترت تعبيرا غامضا يصفهم بـ(الأبرياء)، كانوا يهودا، سيدي الرئيس".

وتفيد الصحيفة بأن ممثلي البيت الأبيض رفضوا الإجابة عن أي استفسارات حول البيان حتى يوم السبت، عندما أحالت المتحدثة الإعلامية هوب هيكس لشبكة "سي أن أن" مقالا من موقع "هافينغتون بوست"، عن ملايين الناس الذين قتلوا على يد النازيين؛ بسبب أعراقهم وميولهم الجنسية أو معتقداتهم السياسة أو الدينية.

وتقول هيكس لـ"سي أن أن": "على خلاف ما ورد في تقارير وسائل الاعلام، فنحن مجموعة شاملة، وأخذنا في الاعتبار جميع أولئك الذين عاشوا المعاناة"، ورفضت الإجابة عن سؤال عما إذا كان ترامب لا يرغب في الإساءة للناس، مكتفية بالقول: "لقد كان شرف لنا أن يصدر بيان في ذكرى هذا اليوم المهم".

وينقل التقرير عن البيت الأبيض قوله في بيانه الرسمي: "بقلب يملأه الأسى وعقل يعتصره الحزن، نقف إجلالا في ذكرى الضحايا والناجين والأبطال الذين عايشوا مأساة الهولوكوست، ومن المستحيل أن ندرك مدى الأهوال التي لحقت بالأبرياء بسبب الإرهاب النازي"، مشيرا إلى أن ترامب تعهد في بيان أصدره في وقت لاحق قائلا: "سأبذل كل ما في وسعي طيلة فترة رئاستي، وطوال حياتي، لضمان ألا تهزم قوى الشر قوى الخير أبدا"، وأضاف: "معا، سوف نجعل الحب والتسامح يسود في جميع أنحاء العالم".

وتنوه الصحيفة إلى أن الرؤساء السابقين كانوا يخصون الشعب اليهودي، الذي تعرض للاضطهاد في ظل نظام الزعيم النازي أدولف هتلر بالذكر، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أدان في عام 2015، "آفة معاداة السامية"، فيما أعلن جورج دبليو بوش في عام 2007 أنه: "يجب أن نستمر في إدانة عودة معاداة السامية، ذلك التعصب الخبيث الذي أدى إلى المحرقة"، وأشار بيل كلينتون في عام 1993، إلى وفاة "الملايين بسبب هويتهم، وعبادتهم، ومعتقداتهم، ومن يحبون، لكن شعبا واحدا، وهو الشعب اليهودي، تعرض للتدمير الكامل".

ويشير التقرير إلى أن البيت الأبيض اعتذر في عام 1985، في عهد رونالد ريغان، لعدم ذكر الشعب اليهودي علانية في تصريحات حول المحرقة، قائلا: "إن الرئيس يشعر بالأسى الشديد لمأساة اليهود الهائلة خلال الحرب العالمية الثانية، وقال في كثير من الأحيان إنه يجب ألا تنسى المحرقة أبدا".

وتذكر الصحيفة أن إغفال ذكر اليهودية من ذكرى الهولوكست ليس المناسبة الأولى التي تحث فيها رابطة مكافحة التشهير ترامب على تذكر "فظائع التاريخ".

وبحسب التقرير، فإن الرابطة ذاتها أدانت استخدام ترامب شعار "أمريكا أولا"، الذي سيعيد أمريكا إلى فترة الانعزالية في الأربعينيات، التي قادها المتعاطفون مع النازية، بما في ذلك الطيار تشارلز ليندبيرغ.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب وقع في وقت لاحق يوم الجمعة، أمرا تنفيذيا بوقف برنامج الولايات المتحدة لقبول اللاجئين لمدة 120 يوما، وبرنامج اللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى.