نشرت صحيفة فيلت الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على اللحظات المريرة التي عاشها مسلمون في
المطارات الأمريكية، عقب القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، بمنع المسافرين القادمين من سبع دول مسلمة من الدخول إلى الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن من بين المسافرين الذين احتجزوا في المطارات الأمريكية، امرأة كانت تريد زيارة والدتها في المستشفى؛ تعاني من مرض السرطان، وطبيب يعيش في الولايات المتحدة منذ 20 سنة، بالإضافة إلى امرأة كانت على وشك الحصول على الجنسية الأمريكية.
ويشمل القرار الذي أصدره ترامب منع دخول مواطنين العراق، وإيران، وليبيا، والصومال، وسوريا، والسودان واليمن، لمدة 90 يوما. علاوة على ذلك، منع اللاجئون حول العالم من دخول البلاد لمدة 120 يوما، فيما مُنع اللاجئون السوريون من الدخول للولايات المتحدة حتى إشعار آخر.
ونتيجة لهذا القرار، احتجز عشرات المسافرين في المطارات الأمريكية، وعمت حالة من الارتباك والذعر أفواج المسافرين وسلطات المطارات والأوساط الشعبية في الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة أن من بين ضحايا هذا القرار كانت الدكتورة سلوى الدروري، التي تعيش في مدينة بيكرزفيلد في كاليفورنيا، والتي أرادت العودة لمنزلها يوم السبت، بعد أداء العمرة في السعودية. وعلى الرغم من أن الدروري تمتلك إقامة قانونية في البلاد، نظرا لأنها تعيش في الولايات المتحدة منذ سنة 1996، إلا أن السلطات احتجزتها في المطار.
وعلى ضوء هذا التصرف القاسي، تأثرت الدكتورة كثيرا إلى حد البكاء، وعندما سألت أحد موظفي الأمن عن سبب منعها من العودة لمنزلها، قال لها ببساطة: "لأنك مولودة في العراق".
وعرضت الصحيفة قصة السيدة السورية، سحر الغنيمي، البالغة من العمر 58 سنة. وقد قدمت سحر للولايات المتحدة بدعوة من شقيقتها، نور الآيات، حتى تقوم برعاية والدتها المريضة البالغة من العمر 76 سنة، إلا أنها لم تتمكن من الالتحاق بأقاربها في مدينة فالباريزوا في ولاية إنديانا. فلدى وصولها لمطار شيكاغو يوم الأحد توقفت رحلتها هناك.
وفي الأثناء، قام أحد الموظفين في المطار بدعوة شقيقتها وإعلامها بأن سحر سيتم ترحيلها على متن طائرة أخرى متجهة إلى السعودية، حيث تعيش وتعمل كمدرسة.
والجدير بالذكر أن سحر الغنيمي زارت الولايات المتحدة سابقا وتمتلك تأشيرة سارية المفعول. وقد حاولت شقيقتها إقناع موظفي المطار بأن هذا القرار غير منطقي، وطلبت منهم تمكينها من التحدث مع مسؤولي المطار، لكن أعلمها أحد الموظفين بكل لطف بأنه يتفهم معاناتها، ولكنه لا يستطيع مساعدتها لأن ذلك يعتبر خرقا للقانون وقد يعرضه للعقاب.
ونقلت الصحيفة تفاصيل اليوم العصيب الذي مرت به السيدة فاطمة فرماد، التي تعيش في مدينة مينابولس، والتي كانت تعتقد أن عودتها إلى البيت ستكون سلسة كالعادة، ولكن عند وصولها لمطار لوس أنجلوس الدولي تم احتجازها واستجوابها لأكثر من 12 ساعة.
وتجدر الإشارة إلى أن فاطمة سافرت مع عائلتها إلى إيران في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وقد عاد زوجها قبلها إلى الولايات المتحدة للالتحاق بعمله، أما هي وبقية أفراد العائلة فقد ظلوا في إيران لحضور حفل زفاف أحد أقاربها.
ويوم السبت، وصلت العائلة إلى الولايات المتحدة، وتم السماح لشقيق المرأة بالدخول نظرا لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، في حين تم احتجازها برفقة طفلها البالغ من العمر 11 شهرا، بالإضافة إلى والدتها. وفي هذا الصدد، قال زوج فاطمة حول ظروف احتجازها: "لم تكن المعاملة سيئة جدا، ولكن الأمر مرهق فعلا، والمسألة بأكملها كانت غير منتظرة، ومربكة".
وبيّنت الصحيفة أن محامي فاطمة فرماد اكتشف عند وصوله إلى المطار أن بعض رجال الشرطة كانوا يحاولون إجبارها على التوقيع على أوراق، من شأنها أن تفقدها حقها في الإقامة في الولايات المتحدة، رغم أنها تعيش هناك منذ أكثر من خمس سنوات، وكان من المفترض أن تحصل على الجنسية الأمريكية في 13 شباط/ فبراير المقبل.
ونقلت الصحيفة قصة المواطنة الأمريكية الإيرانية، ناسانين سينوري، التي غادرت البلاد في زيارة قصيرة لأقاربها في إيران، وعندما سمعت شائعات حول ما يعتزم ترامب تنفيذه، حاولت العودة إلى البلاد قبل صدور القرار، ولكن الرحلات تأخرت بسبب تساقط الثلوج. وحين وصلت رحلة سينوري إلى دبي كان القرار قد صدر فعلا، وبالتالي منعت من قبل السلطات هناك من ركوب الطائرة المتجهة إلى الولايات المتحدة.
وأثناء مكالمة هاتفية، قالت سينوري إنها تشعر بالقلق الشديد لأنها تركت منزلها وسيارتها وكلبها وعملها هنالك، إذ أنها تعمل في إحدى شركات التكنولوجيا في كارولاينا الجنوبية.
وأضافت الصحيفة أن سينوري البالغة من العمر 29 سنة، تعيش في الولايات المتحدة منذ سبع سنوات، وقد حصلت على درجة الماجستير من جامعة شمال إيلينوي والدكتوراه من جامعة كلينسون في كارولاينا الجنوبية، وكانت في إيران لزيارة أمها وأشقائها.
كما تحدثت الصحيفة عن معاناة عبد الله مصطفافي، البالغ من العمر 80 سنة، الذي كان في طريقه للعودة إلى سان فرانسيسكو ولكن لم يتم السماح له بمغادرة المطار. وعلى الرغم من أن مصطفافي يحمل بطاقة إقامة دائمة، إلا أنه تم احتجازه لست ساعات يوم السبت، قبل الإفراج عنه.
وفي هذا السياق، قالت ابنته البالغة من العمر 46 سنة، وهي تبكي: "لقد شعرت بخوف شديد، فأنا لا أعرف أي إيرانيين تورطوا في عملية إرهابية، وبالإضافة إلى ذلك تعرضنا لمعاملة غير إنسانية. هذه إهانة حقيقية، لقد نشأت في فترة الثورة الإيرانية، وأنا أشعر بنفس تلك الأشياء الآن، الاختناق والاستبداد".
وذكرت الصحيفة أن نسرين الأمين، التي تحضر لنيل الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا، كانت أيضا واحدة من ضحايا قرار ترامب المفاجئ، حيث وصلت إلى مطار نيويورك بعد رحلة طويلة ومرهقة، ولكن وبكل بساطة تم منعها من العودة إلى البيت.
وبينت الصحيفة أن نسرين الأمين، قامت بإظهار أوراقها الأمريكية للموظفين في مطار جون كينيدي، الذين نظروا إليها بكل احتقار وأخبروها أن السودانيين غير مرحب بهم في الولايات المتحدة، ثم قاموا بتقييد يديها. وتحت تأثير الصدمة أجهشت الفتاة السودانية بالبكاء.