ثالث زيارة للسيسي للكلية الحربية.. كواليس ورسائل (شاهد)

أبرز الإعلام المصري في قنواته الفضائية، وصحفته المكتوبة، ومواقعه الإلكترونية، يومي الجمعة والسبت، كواليس الزيارة التي قام بها رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، إلى الكلية الحربية، فجر الجمعة، التي حرص فيها على إرسال رسائل عدة إلى المصريين.

"ليست مفاجئة"

وفي البداية وصف الإعلام المصري زيارة السيسي للكلية الحربية بأنها مفاجئة، وبأنه فاجأ الطلاب بها، وهو ما كذَّبه نشطاء، أكدوا وجود ترتيب مسبق للزيارة، استنادا إلى شواهد عدة.
  
واعترض عضو "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، اللواء حمدي بخيت، في تعليقه على الزيارة عبر برنامج "الخط الأحمر"، مع الإعلامي محمد موسى، على وصف زيارة السيسي بالمفاجئة، قائلا: "الزيارة مش مفاجئة، لأن الضباط بيكونوا في الفجر صحيوا، وهو عايز يبدأ معهم اليوم من الأول".



لماذا الكلية الحربية بالذات؟

ومن جهته، زعم رئيس لجنة الشباب والرياضة في المجلس، اللواء محمد فرج عامر، أن السيسي أول "رئيس مصري" يزور طلاب الكلية الحربية في غير حفلات التخرج السنوية، بالرغم من أنه زارها مرتين من قبل، فجرا، يوم 17 نيسان/أبريل 2015، بعد يومين من تفجير أتوبيس يقل عددا من طلاب الكلية بكفر الشيخ، وفجرا يوم 6 أيلول/ سبتمبر 2015.

دراجة السيسي

وتفقد السيسي، خلال الزيارة، مراحل الإعداد البدني والمهاري لطلبة الكلية، وقادهم في جولة بالدراجات في الشوارع القريبة، ليلا، في يوم العطلة الرسمية للمصريين (الجمعة).

وظهر السيسي ست مرات من قبل، وهو يركب الدراجة، سواء وسط أفراد عاديين، أو بين شباب.

وعلق تامر أمين على المشهد ممتنا على المصريين، فقال: "السيسي قام بزيارته فجرا.. شايفين السماء.. ضوء النهار والشروق لسه ما طلعش.. الوقت اللي زي ده بنبقى قاعدين في السرير بسبع عشرة بطانية وبردانين.. شباب مصر دي واقفة في عز البرد بتعمل تمارين الصباح".

رسائل السيسي

من جهتهم، رأى محللون أن زيارة السيسي إلى الكلية الحربية تأتي ردا "غير مكلف"، على ما تناثر من أنباء حول وجود تذمر في أوساط الجيش، من جراء أزمة "تيران وصنافير"، وأدائه السيء في الحكم.

وعرض الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية، مقطع فيديو من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية، للزيارة، ناقلا تصريحات السيسي للطلاب، التي حملت رسائل عدة للمصريين، أشارت إلى قعودهم آمنين في البيوت، في وقت يتحمل فيه العسكريون المشاق لأجلهم، وفق إدعائه.

وقال السيسي: "أنتم مسؤولون الآن عن حماية بلدكم، وإحنا هنسلمكم أنتم راية الدفاع عن مصر، ودي أمانة كبيرة.. تضحي بوقتك وراحتك وبحياتك لو تطلَّب الأمر، فداء لمصر".

وأضاف: "نحن نتكلم عن أكثر من 92 مليون حاليا عدد المصريين.. دول موجودين أمانة في رقبتنا كلنا.. إحنا نحافظ عليهم ونحميهم.. وهم يبقوا قاعدين في بيوتهم وأعمالهم ومصالحهم، وهم آمنون، لا يروعهم أحد، ولا يفزعهم أحد، ولا يؤذيهم أحد".

وأردف: "طب اللي يؤذي يؤذي مين؟ يؤذينا إحنا.. واللي يقاتل يقاتل مين؟ يقاتلنا إحنا.. إحنا فداهم، وفداء مصر، عشان تفضل مصر"، بحسب قوله.


أسامة كمال

لكن الإعلامي أسامة كمال، وجه انتقادات مبطنة إلى هذه التصريحات بالقول: "السيسي ليس المسؤول بمفرده عن مصر.. الشعب المصري كله مسؤول".

وأضاف، في برنامج "مساء dmc"، عبر فضائية "dmc"، المملوكة للمخابرات المصرية: "ننتظر زيارات للكليات الأخرى والمدارس أيضا، فضلا عن زيارة الأجهزة الإدارية"، وفق قوله.

وتكريسا للدعاية المحيطة بالزيارة، اعتبرها سياسيون موالون للسيسي إنجازا له.

وقال رئيس "مجلس القبائل المصرية والعربية"، عمر المختار صميدة، في بيان، إن استيقاظ الرئيس مبكرا رسالة للمصريين لحثهم على العمل".

المشروعات القومية

وجاءت مفارقة أخرى في التناقض بين أفعال السيسي وإعلامييه، التي بلغت ذروتها بمطالبة الإعلامي مصطفى بكري، للسيسي بإلغاء قرار وزارة التموين برفع سعر السكر التمويني إلى ثمانية جنيهات، والزيت إلى 12 جنيها.

وقال بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد": "الغلابة محتاجة لقرارات تخفف العبء، والناس لو انفجرت لن تنفعنا المشروعات القومية".