ينذر
التصعيد الإسرائيلي المتواصل تجاه
المسجد الأقصى المبارك ومدينة
القدس المحتلة، وما يرافقه من صمت عربي وإسلامي وتشجيع دولي، بوقوع "حرب كارثية" قد يمتد تأثيرها على الدول العربية والإسلامية، وفق مختصين فلسطينيين.
ودعا وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، حكومته إلى "فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس بشكل كامل"، مؤكدا في كلمة ألقاها الاثنين الماضي خلال "مؤتمر القدس الرابع عشر" أن الأقصى هو "المكان الأكثر قدسية للشعب اليهودي، وفقط للشعب اليهودي" وفق موقع "i24" الإسرائيلي.
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو في البيت الأبيض، مساء الأربعاء، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لبحث عدة قضايا، رجح مراقبون أن يكون منها مطالبة "إسرائيل" ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة.
تجاهل إسرائيلي
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل (سابقا)، الشيخ كمال الخطيب، "إن غرور ووقاحة الحكومة الإسرائيلية اليمينية بزعامة نتنياهو؛ يجعلها تتجاهل وتتعامى عن حقيقة مكانة المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، وخطورة انعكاس مثل هذه المواقف الهوجاء التي تتخذها المؤسسة الإسرائيلية".
وأكد لـ"
عربي21" أن "التصعيد الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى لا يتوقف، وكل يوم هناك شكل ومنحى وخطة جديدة للانتهاكات الإسرائيلية بحق مقدساتنا".
وأوضح أن "التصعيد الإسرائيلي تدعمه جهات دولية"، منددا بـ"التصريح الخطير" للأمين العام الجديد للأمم المتحدة، البرتغالي أنطونيو غوتيريس، نهاية الشهر الماضي، خلال حديثه لإذاعة "صوت إسرائيل"، حيث زعم أن لليهود حقا في المسجد الأقصى. وقال الخطيب إن "حديث غوتيريس يدفع باتجاه التصعيد الإسرائيلي بحق الأقصى".
وأضاف الخطيب: "فليقل أردان وترامب وغوتيريس ونتنياهو ما يقولون، ففي النهاية؛ الأقصى قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم؛ هو لأهله، والقدس لأصحابها"، مؤكدا أن "
الاحتلال الإسرائيلي مهما جثم على أرضنا؛ فهو حتما سيرحل كما رحل من قبله الاحتلال الصليبي، حتى لو صفقت له كل قوى الشر في كوكب الأرض".
وقال إنه "رغم حالة التشرذم التي يعاني منها الوطن العربي اليوم، وحالة النفاق العالمي، ووصول ترامب للحكم؛ إلا أن على أردان ونتنياهو وغيرهما من قادة الاحتلال؛ أن لا يغرينهم ذلك عن رؤية الحقيقة، وهي أنهم يعيشون في جزيرة صغيرة وسط محيط إسلامي لا يمكن أبدا إلا أن يغرقهم إذا استمروا في هذا التمادي على مسجدنا الأقصى".
وأكد الخطيب أن "الوضع الإقليمي حتما سيتغير، وستعود كل الدول العربية والإسلامية إلى أصالتها التي ترى أن بوصلتها نحو الأقصى والقدس"، مضيفا أن "على قادة الاحتلال أن يتذكروا ما صرح به رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين، حيث أكد أن المساس بالأقصى يمكن أن يقود -بحسب مصطلحهم- إلى حرب يأجوج ومأجوج، بمعنى حرب كارثية".
الخطر يتهدد الجميع
من جانبه، قال المحامي المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة؛ "إن إدراك خطورة المشروع الصهيوني على مدينة القدس بشكل عام، والأقصى بشكل خاص؛ يجعلنا ندرك أهداف هذا المشروع العالمي الذي يضع الأقصى في نقطة المركز".
وأضاف لـ"
عربي21" أن الاحتلال يسعى ومنذ يومه الأول على أرض فلسطين بشكل ممنهج إلى السيطرة الكاملة على القدس والأقصى، مؤكدا أن ما يصدر عن قادة الاحتلال "هو تصريح علني لنوايا المشروع الصهيوني التي نشرت قبل 100 عام".
ورأى زبارقة أن "الأهمية في تصريح أردان؛ هي أن المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف الإجراءات الصهيونية لتحويل المسجد الأقصى إلى مكان ديني لليهود؛ عبر فرض الرواية اليهودية الدينية على الأقصى".
وأشار إلى أن "الخطر الإسرائيلي لا يتهدد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحسب، وإنما يتهدد أيضا الوجود الإسلامي، والسني على وجه الخصوص، في منطقتنا العربية"، مؤكدا أن "سيطرة الاحتلال على القدس والأقصى ستمنح الخطر الصهيوني أبعادا أخرى، وهو ما سيهدد كل العروش العربية والإسلامية الحالية".
وشدد زبارقة على أن "ضمان وجود ومستقبل
العالم العربي والإسلامي؛ يتطلب من الجميع التوحد للوقوف سدا منيعا أمام المطامع الصهيونية في القدس والأقصى"، مضيفا أنه "رغم إجحاف المستوى القانوني العالمي بحق الفلسطينيين؛ إلا أنه إلى الآن لم يعترف بالوجود الإسرائيلي في القدس والأقصى، ويعتبره غير شرعي ولا قانوني".