بحث رئيس الانقلاب بمصر، عبد الفتاح
السيسي، مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني التنسيق المشترك للوصول إلى "حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها"، كما تباحثا في عدد من القضايا الإقليمية؛ منها الأزمة السورية والليبية والحرب على تنظيم الدولة بالموصل.
وقال بيان للرئاسة
المصرية، إن "الجانبين استعرضا سبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة مع تولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة".
وأضاف البيان أنهما "بحثا كذلك سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية باعتبار ذلك من الثوابت القومية التي لا يجوز التنازل عنها (...)".
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، إنه تم التأكيد، خلال المباحثات، "على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس وعدم المساس به، لما سيكون له من انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة"، مشيرة إلى أن الملك عبد الله شدد على استمرار المملكة الهاشمية بممارسة دورها، وفي مختلف المحافل، لـ"حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، وتثبيت أهلها، وبما يحافظ على هوية المدينة المقدسة وعروبتها".
وأشار بيان الرئاسة المصرية إلى أن "المباحثات شهدت التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمة السورية، حيث أكد الجانبان أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الحالي في الأراضي السورية، والحفاظ على المسار السياسي الذي يقوده مبعوث الأمم المتحدة (ستيفان دي ميستورا)".
وأكدا في هذا السياق أهمية اجتماعات أستانة لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وشدد الجانبان على ضرورة إنهاء المُعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، وضرورة العمل على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والتصدي بقوة للجماعات الإرهابية ومنع كافة أشكال الدعم المقدم لها، حسب البيان.
وتطرقت المباحثات أيضا إلى الأوضاع في العراق والحرب على تنظيم الدولة هناك، وعبر الجانبان عن دعمهما لعملية تحرير الموصل، ولجهود تحقيق المصالحة الوطنية، حسب "بترا".
وبخصوص الوضع في ليبيا، تضيف "بترا"، بحث الجانبان تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، حيث جرى التأكيد على دعم الجهود الرامية إلى توحيد الصف الليبي وبناء المؤسسات وترسيخ الأمن والاستقرار هناك.
وذكرت "بترا" أن المباحثات تناولت أيضا آفاق وآليات تعزيز وتمتين علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين على الصعد كافة، والحرص على توسيع قاعدة التعاون المشترك.
اقرأ أيضا: ما الذي دار في لقاء سري جمع نتنياهو والسيسي وملك الأردن؟
وتأتي الزيارة بعد مرور يومين على نشر صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، لتقرير كشف النقاب عن اجتماع سري في مدينة العقبة الأردنية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسيسي والملك عبد الله ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، وقالت "هآرتس" إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يحضر الاجتماع لكن كيري أبلغه بمضمونه.
وأضافت الصحيفة أن المبادرة التي كانت تهدف لإشراك دول عربية أخرى لتحقيق السلام فشلت في نهاية المطاف بعد أن سحب نتنياهو تأييده المبدئي للفكرة معللا ذلك بمعارضة من داخل حكومته اليمينية.
وخلال اجتماع مع حزب الليكود اعترف نتنياهو بعقد الاجتماع وبأنه تم بناء على مبادرة منه للتحضير لقمة إقليمية وفق وزير إسرائيلي حالي طلب عدم نشر اسمه.
وامتنع متحدث باسم نتنياهو عن التعليق على التقرير. وأصدر مكتب السيسي بيانا أشار فيه إلى التقرير الإخباري دون الإشارة إلى اسم الصحيفة، وذكر البيان أن التقرير تضمن "معلومات مغلوطة" دون نفي عقد الاجتماع.