قوات سوريا الديمقراطية تحفر خنادق بمحيط منبج السورية

ذكرت مصادر محلية وإعلامية متطابقة أن "قوات سوريا الديمقراطية"، شرعت منذ مطلع الشهر الجاري بحفر خنادق في الجهتين الغربية والشمالية لمدينة منبج بريف حلب الشرقي، ما يشير بحسب مراقبين، إلى تحسبها لبدء معركة حاسمة مع "قوات درع الفرات" المدعومة تركيا.

وتخوض درع الفرات المراحل الأخيرة من معركة الباب، وتضع نصب عينيها السيطرة على مدينة منبج.

وأوضحت المصادر لـ"عربي21"، أن قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، تنوي تحصين أكبر مساحة ممكنة من محيط مدينة منبج بخنادق، للحد من قدرة العربات الثقيلة على التقدم إلى داخل المدينة، في حال تم الإعلان عن بدء معركة ما.

وأوضح الناشط الإعلامي أحمد محمد، من مدينة منبح، أن أعمال الحفر تتركز في أرياف منبج القريبة من مركز المدينة.

وقال لـ"عربي21": "لدى النظر إلى التكلفة العالية لأعمال الحفر، يتبيّن لنا وبالدليل القاطع حجم المخاوف الحقيقية لدى قوات سوريا الديمقراطية من معركة قادمة".

وقلل محمد من أهمية هذه الخطوة، معتبرا أنها "عديمة الجدوى"، لا سيما مع وجود تغطية جوية وآليات ثقيلة وجرافات لدى الطرف المهاجم، مشيرا إلى قيام تنظيم الدولة بحفر خنادق عدة في مدن وبلدات الريف الشمالي، قبل انسحابه منها.

وفي سياق متصل، أكد محمد أن أهالي المدينة يعيشون حياتهم الطبيعية، نافيا ما تناقلته بعض المصادر الإعلامية عن تفشي حالة من التوتر لدى الأهالي تخوفا من معارك محتملة في المدينة.

من جانبه، رأى الإعلامي حسين ناصر، الذي يواكب معارك درع الفرات، أن قيام قوات سوريا الديمقراطية بحفر خنادق في محيط مدينة منبج، هو "استعداد لمعركة حاسمة قادمة مع قوات درع الفرات".

وقال لـ"عربي21": "قوات درع الفرات لن تتنازل عن تحرير مدينة منبج من قوات سوريا الديمقراطية".

ويرى مراقبون أن تشابك الإرادات الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع السوري، يقلل من احتمال حدوث مواجهة جديدة بين قوات درع الفرات وقوات سوريا الديمقراطية، وخصوصا بعد الحديث عن بدء مرحلة جديدة من التعاون بين تركيا والولايات المتحدة، الداعمة للقوات الكردية على الأراضي السورية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ قد كرر مرارا أن الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر، يتوجهون شرقا نحو منبج والرقة، بعد إتمام السيطرة على مدينة الباب.

يذكر أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة بطيران التحالف الدولي، كانت قد أعلنت عن سيطرتها على مدينة منبج في تموز/ يوليو الماضي، بعد حصارها للتنظيم داخل المدينة لمدة تقارب الشهرين.