لا تزال تهديدات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله لإسرائيل بضرب أمونيا حيفا ونووي ديمونا محور اهتمام طهران. فوكالة أنباء "تسنيم" نشرت تقريرا مفصلا عن كيفية تنفيذ هذه التهديدات، فكتبت تقول: "يبعد مفاعل ديمونا عن الحدود مع جنوب لبنان مسافة 225 كلم... إن صواريخ "فاتح 110" الإيرانية التي يمتلكها حزب الله يمكنها الوصول الى هذه المنشآت وضربها في العمق... إن المقاومة اللبنانية بإمكانها ضرب المفاعل من عمق 75 كلم داخل الأراضي اللبنانية وحتى المناطق المحيطة بالعاصمة بيروت".
ما كتبته الوكالة الإيرانية يؤكد أن طهران مستمرة في الاستثمار في تهديدات نصر الله التي يقول فيها مسؤول لبناني سابق على علاقة جيدة مع دمشق بأنها "تهديدات إيرانية" تولى نصر الله إطلاقها. لكن تحويل هذه التهديدات إلى فعل فقصّة مختلفة بحسب رأي سفير دولة عربية بارزة قال لكاتب هذه السطور: "إن أحدا لا يريد الحرب الآن، وما نشهده هو استعراض للقوة". لكن الدبلوماسي العربي أقر بان هناك "بعض القلق" من حدث قد يخرج عن السيطرة.
استثمار إيران في تهديدات نصر الله يقابله استثمار "حزب الله" في موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المدافع عن الحزب في وجه رد الفعل الإسرائيلي حيال هذه التهديدات. فقد كتب القيادي في الحزب غالب أبو زينب في موقع "العهد" الالكتروني يقول إن ما أعلنه الرئيس عون "من موقف حازم وصريح في مواجهة الكلام الصهيوني لمجلس الأمن يعبّر عن العزم الذي يتمتع به الرئيس متكئاً على عناصر قوة لبنان واستعداد الجيش والمقاومة لمواجهة أي عدوان". لكن هذه المعنويات المرتفعة في الاستهلاك الداخلي لا وجود لها خارج لبنان حيث هناك قراءة مختلفة.
وفق معلومات دبلوماسية، حصلت في الماضي القريب مشاورات أجراها مسؤول روسي في تل أبيب حمل فيها تطمينات من موسكو إلى المسؤولين الإسرائيليين بان "الأمور تحت السيطرة" بغية نفي ما ورد في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية التي تحدثت عن امتلاك "حزب الله" صواريخ "ياخونت" الروسية المتطورة. وتعتبر هذه المصادر أن هناك تشدداً إيرانياً في هذه الفترة نتيجة التطورات في سوريا والتي لا تجري رياحها حسبما تشتهي سفن طهران، وهذا ما يفسر الصخب السياسي في محور طهران - دمشق الذي ظهر ميدانياً في سوريا وسياسياً في الضاحية الجنوبية لبيروت.
أيا تكن التفسيرات يبقى هناك هامش للترقب على رغم أن الخبراء في الشؤون الإسرائيلية يقولون إن ملفيّ أمونيا حيفا ونووي ديمونا مفتوحان فعلياً في إسرائيل ولكن من زاوية بيئية. وللمفارقة، أن المعقل الأساسي لـ"حزب الله" أي الضاحية الجنوبية لبيروت، يتضمن موقعا خطيرا هو نهر الغدير الذي كتبت عنه صحيفة مؤيدة للحزب قبل أسابيع بأنه في "المرتبة الأولى لأكثر الأشياء تلوثا". أي أنه مفاعل "نفووي" بامتياز. النبأ السار حتى الآن: ما بين نتنياهو ونصر الله مشكلة بيئية مقنّعة.