قالت مصادر عسكرية إن القوات
العراقية تمكنت بدعم من طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن من استئناف تقدمها ببطء شديد، باتجاه باب الطوب القريب من نهر دجلة في الجانب الغربي من مدينة الموصل شمال البلاد.
وأضافت لوكالة الأناضول أن طائرات التحالف وجهت ضربات مباشرة لمصادر نيران
تنظيم الدولة كي تمهد الطريق أمام تقدم القوات العراقية.
واستعادت القوات العراقية أكثر من ثلث مساحة الجانب الغربي لمدينة الموصل فيما تواصل وحداتها، اليوم، التوغل في عمق آخر أكبر معاقل الجهاديين في البلاد.
وبدأت القوات العراقية في 19 شباط/ فبراير عملية انطلاقا من المحور الجنوبي للموصل لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي وهو الأكثر اكتظاظا، من تنظيم الدولة.
وذكرت مصادر عسكرية عراقية أن مقاومة تنظيم الدولة تضعف مع تقدم القوات الأمنية. لكن المعارك في مناطق مهمة بينها المدينة القديمة حيث الشوارع الضيقة والمباني المتلاصقة، لم تقع بعد.
وقال اللواء الركن معن السعدي قائد قوات العمليات الخاصة الثانية لقوات مكافحة الإرهاب، لوكالة فرانس برس إن "أكثر من ثلث الساحل الأيمن تقريبا أصبح تحت سيطرة قطعاتنا".
والساحل الأيمن هو الجانب الغربي من الموصل التي يقسمها نهر دجلة إلى شطرين يعرف الآخر باسم الساحل الأيسر وهو شرق المدينة.
وأضاف السعدي: "بعد أن أكملنا حي العامل أمس (السبت) اقتحمنا جزءا من حي الرسالة"، موضحا أن "الوحدات استأنفت اليوم تقدمها باتجاه الموصل الجديدة وحي الأغوات".
وتابع بأن "التقدم مستمر حاليا والمعارك تدور في هذين الحيين"، مؤكدا أنه يتوقع "خلال ساعات قليلة أن نكملهما ونصبح بتماس مع محور الشرطة الاتحادية بالجانب الشرقي".
وقال: "لا نستطيع ترك جيوب وراءنا، لهذا فإن التقدم يتم عبر السيطرة على المناطق وتمشيطها وتطهيرها بالإضافة إلى التدقيق الأمني في المواطنين المتواجدين، ثم استئناف التقدم".
ولفت السعدي إلى أن "الصعوبة كانت في اقتحام خط الصد الأول والثاني للعدو. المعركة بدأت تصبح أقل شراسة من بدايتها. لكن العدو فقد قدراته القتالية وضعفت معنوياته".
في غضون ذلك، أفاد بيان لقيادة العمليات المشتركة بأن قوات الرد السريع وهي قوة خاصة تابعة لوزارة الداخلية، وقوات الشرطة الاتحادية بدأت بالتوغل في منطقة باب الطوب الواقعة على حافة المدينة القديمة في غرب الموصل.
واكتشفت قوات الحشد الشعبي السبت
مقبرة جماعية تضم رفات نحو 500 معتقل داخل سجن بادوش الواقع على بعد 15 كلم شمال غربي الموصل.
واستعادت قوات من الجيش والحشد الشعبي السيطرة على السجن الأربعاء الماضي، بعد إحرازها تقدما في الجهة الغربية للموصل.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أعلنت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، أن مسلحين من تنظيم الدولة قاموا على نحو منهجي بإعدام نحو 600 من السجناء الذكور في سجن بادوش في حزيران/ يونيو من العام المذكور.
ومنذ بداية هجوم القوات العراقية لاستعادة غرب الموصل قبل ثلاثة أسابيع، أدت المعارك مع تنظيم الدولة إلى قطع طرق الإمداد بالغذاء ما اضطر الأهالي الذين يلازمون منازلهم إلى الاكتفاء بمخزون بسيط من الخبز والأرز. والأكثر حظا بينهم تجد لديه معجون الطماطم المصبر أو البطاطس.
وبعد أسابيع من الحرمان يقف سكان من غرب الموصل تحرروا مؤخرا من تنظيم الدولة في طابور للحصول على الغذاء.