طرح زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر مبادرة لإنهاء الحرب في سوريا، موجها فيها انتقادات حادة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياسات واشنطن في المنطقة، واصفا قراراته وتصريحاته بـ"الرعناء" التي لا تضر الولايات المتحدة فحسب وإنما بالمجتمع الدولي بأكمله، محذرا إياه من الزج بنفسه "في محرقة جديدة قد يدفع الجميع ضريبتها وقد تصبح سوريا فيتنام جديدة لهم".
وفي بيان صادر عنه -حصلت "عربي21" على نسخة منه- طالب الصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد بالرحيل عن السلطة في سوريا لتجنيبها "ويلات الحروب وسيطرة الإرهابيين" وإعطاء زمام الأمور إلى "جهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الإرهاب لإنقاذ الأراضي السورية بأسرع وقت".
كما دعا الزعيم الشيعي إلى انسحاب عسكري لجميع القوى من سوريا، "لأخذ الشعب زمام الأمور، فهو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره، وإلا سيكون عبارة عن ركام يكون المنتفع الوحيد هو الإرهاب والاحتلال"، على حد تعبيره.
اتهامات للإدارة الأمريكية
وتطرق الصدر في بيانه إلى الضربة العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى النظام السوري في قاعدة الشعيرات الجوية بمحيط حمص، متهما إدارة ترامب بأنها تكيل بمكيالين "إذ يقصف المدنيين العزّل في الموصل، وفي نفس الوقت يستنكر قصف المدنيين بالكيماوي"، في إشارة منه إلى القصف بالغازات السامة الذي تعرضت له بلدة خان شيخون بريف إدلب.
ولم يستبعد الصدر أن يكون قرار ترامب بقصف سوريا هو بمثابة "الإذن السرّي لتمدد داعش في مناطق أخرى، فغالبا ما تكون أمريكا راعية للإرهاب كما عودتنا"، داعيا الإدارة الأمريكية "إذا أرادت أن تكون راعية للسلام " إلى أن "تدعم الحوار وإنقاذ الشعوب في كل المناطق سواء في فلسطين أو بورما أو البحرين وأن لا تكون منحازة لجهة دون أخرى".
ويأتي موقف الصدر، في وقت تقاتل فيه ميليشيات شيعية عراقية إلى جانب نظام بشار الأسد على أكثر من جبهة في سوريا بينها ما يسمى بـ"لواء أبو الفضل العباس" الذي يُعتقد أنه يضم مقاتلين ينتمون إلى التيار الشيعي الذي يتزعمه الصدر نفسه.