رغم أن منزل رئيس الحكومة المغربية لم يفرغ من الزوار والمهنئين منذ إعفائه من تشكيل الحكومة، فقد أثار استقبال رئيس الحكومة السابق وأمين عام حزب
العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران للمدونة اليسارية
زينب بنموسى جدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
أسباب الجدل جاءت لأن اللقاء كان بين
ابن كيران أكثر الإسلاميين المغاربة إثارة، والناشطة الفيسبوكية التي تلاحقها النيابة العامة بتهمة
التحريض ضد الإسلاميين، بعدما نشرت تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أعلنت فيها استعدادها لتفجير
قنينة غاز على الإسلاميين.
في بيت ابن كيران
وقامت المدونة والكاتبة زينب بنموسى، الخميس 13 أبريل/ نيسان، بزيارة لعبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في منزله في حي الليمون بالرباط.
وكانت زينب بنموسى رفقة عدد من أصدقائها من المناضلين اليساريين، وأيضا صحبة المحامي والقيادي بحزب العدالة والتنمية عبد الصمد الإدريسي.
وكتب نزار بن نمات، أحد مرافقي المدونة، بعد الزيارة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي: "رفقة الصديق عبد الصمد الإدريسي في زيارة لطيفة للفقيه لنأخذ من بركته. كعادته رجل بسيط وخفيف الظل رغم الفترة الحساسة التي يمر منها الحزب الذي يترأسه خصوصا والمغرب عموما. سنفتقد هذا الرجل في العمل السياسي المؤسساتي".
ويعد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عبد الصمد الإدريسي، أحد المحامين ضمن هيئة الدفاع عن بنموسى في القضية التي تتابع على خلفيتها.
أختلف معه وأحترمه
وقالت زينب بنموسى: "على الله أن يفهم الرأي العام الفرق بين فيسبوك والواقع، فليس لدي مشكل نهائيا مع الأستاذ ابن كيران، ولما التقيته قلتها له مباشرة، اختلافي مع المشروع المجتمعي للعدالة والتنمية، لا زال قائما، وسأنادي دوما بالتصدي له، ولكن احترامي للأشخاص بعيد جدا عن آيديولوجياتهم وانتماءاتهم".
وأضافت زينب بنموسى في تصريح لـ"
عربي21": "لقد استقبلني ابن كيران قائلا: أين قنينة الغاز؟ فأجبته قطعوها، لقد كنت أتحدث عن القنينة الصغيرة أما الكبيرة فهي ثقيلة علي، فدعا الله لي أن يفك مشاكلي على خير".
وأوضحت بنموسى: "قنينة الغاز كانت نكتة فقط، لأني ضد عقوبة الإعدام، وأنادي بمنعها بالنسبة لي. الحق في الحياة مقدس".
وزادت: "الزيارة مفيدة فهي على العكس مما يروج تظهر أننا متسامحون مع بعضنا رغم كل الخلافات الآيدولوجية والفكرية".
وختمت تصريحها قائلة: "نسيت شيئا مهما هي طريقة اللباس، التي هاجمني بشأنها الكثيرون، فهل يريد مني هؤلاء أن أزور ابن كيران في بيته بتنورة قصيرة؟ لا أستطيع أن أزور واحدا في قلب بيته ولا أشكل له أي إزعاج".
محامي إسلامي
أعلن المحامي عبد الصمد الإدريسي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أنه يُؤازر الناشطة زينب بنموسى، المتابعة بقانون مكافحة الإرهاب أمام غرفة الجنايات الاستئنافية بسلا، بسبب تدوينة لها حرضت فيها على قتل الإسلاميين.
واعتبر الإدريسي في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك"، أن متابعة المدونة المذكورة بسبب تدوينة لها على حسابها بـ"فيسبوك"، هو "خرق سافر للقانون"، مشيرا إلى أن "مجرد تدوينة مهما كان مضمونها لا تقتضي الجرجرة أمام غرفة الإرهاب".
وأضاف المحامي في تدوينته بالقول: "مغرب دستور 2011.. دستور الحقوق والحريات كما يحلو لنا تسميته.. يجب أن ينأى عن مثل هكذا قضايا سياسية بلبوس قانوني"، لافتا إلى أن متابعة المدونة تتم في حالة سراح، والملف تأخر لجلسة 4 مايو 2017.
أصل الحكاية
وكانت المدونة زينب بنموسى، قد نشرت تدوينة على حسابها في آب/أغسطس الماضي تتوعد فيها الإسلاميين بتنفيذ هجوم بقنينة غاز ضدهم قبل أن تعلن اعتذارها لأنها أخطأت التعبير.
وخضعت زينب بنموسى للتحقيق القضائي، داخل المكتب المركزي للأبحاث القضائية في الرباط، يوم الإثنين 15 آب/أغسطس 2016 على خلفية تدوينة على صفحتها الخاصة، اتهمت أنها هاجمت من خلالها الإسلاميين والإسلام والديمقراطية.
وخلفت الزيارة موجة كبيرة من الردود في موقع التواصل التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وانقسم المعلقون بين مستحسن للمبادرة والفكرة، وتظهر درجة عالية في التسامح والتعايش، ومن اعتبرها خطوة غير ذات معنى من طرف المدونة التي تعلن في كل مناسبة خصومتها للإسلاميين.