عبرت أوساط محلية في مدينة
الرقة عن نظرتها بعين الريبة تجاه الخطوة التي وصفت بأنها "مثيرة للجدل"؛ والتي اتخذتها "قوات
سوريا الديمقراطية" التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، بإعلانها عن انعقاد المؤتمر التأسيسي للمجلس المحلي في الرقة، وسط الظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي.
وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" قد أعلنت يوم الثلاثاء عن تشكيل "مجلس الرقة المدني"، لإدارة المدينة بعد انتزاع السيطرة عليها من
تنظيم الدولة، وهو الأمر الذي لاقى رفضا واسعا من أهالي مدينة الرقة، معبرين عن مخاوف من أن يمهد تشكيل المجلس الجديد لهيمنة الوحدات الكردية على المدينة.
واعتبر محمد حجازي، نائب رئيس
المجلس المحلي في الرقة (الذي شكله الثوار قبل دخول تنظيم الدولة للمدينة)؛ أن "تقصد الأكراد مناصفة العرب في حكم مدينة الرقة ذات الغالبية العربية المطلقة، أمرا مثيرا للريبة"، وذلك في تلميح منه إلى انتخاب القيادية الكردية ليلى الأحمد كرئيسة مشتركة للمجلس، إلى جانب الشيخ القبلي محمود شواخ البورسان.
وقال حجازي لـ"
عربي21": "مجلس الرقة المحلي والأهالي يرفضون رفضا قاطعا هذا المجلس، الذي يمهد لفرض واقع ديموغرافي على الرقة التي رزحت تحت ظلم التنظيم"، على حد تعبيره.
ورأى في توقيت الإعلان عن المجلس، المتزامن مع انتهاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا، "تخوفا من الوحدات من دخول تركيا على المشهد"، موضحا أن "الوحدات الكردية تريد قطع الطريق على تركيا التي تريد المشاركة في معارك الرقة، كما تسعى في الوقت ذاته للترويج دوليا بأنها القوة الوحيدة التي تستقطب المكونات الأخرى".
وأشار حجازي إلى أن هذا القرار يهدف إلى استنساخ تجربة مدينة منبج في الرقة، متحدثا عن "تفرّد" الأكراد بحكم مدينة منبج العربية في ريف حلب الشرقي.
بدوره، شدد الناشط الإعلامي عبد الله الأحمد، من مدينة الرقة، على رفض أهالي المدينة للمجلس الذي أعلنت عنه قوات سوريا الديمقراطية.
وقال لـ"
عربي21" إن "المجلس لا يمثل أهالي الرقة، وإنما يمثل الفئة المحسوبة على النظام السوري وحليفته الوحدات الكردية".
وأضاف: "الجميع يعرف أن للرقة مجلسا محليا مشكلا منذ كانت خاضعة لسيطرة المعارضة، بالتالي ما هي الحاجة إلى الإعلان عن مجلس جديد؟".
من جهتها، وصفت "فعاليات الرقة" المجلس الجديد بـ" المجلس غير الشرعي الذي يمهد لاحتلال جديد"، وشددت الفعاليات في بيان تسلمت "
عربي21" نسخة منه؛ على أحقية أبناء محافظة الرقة بحكم مدينتهم، مشيرة إلى الانتهاكات التي ارتكبتها قوات سوريا الديمقراطية، بغية تحقيق مشروعها الانفصالي، وفق البيان.
من جانبه، أشار مصدر موثوق لـ"
عربي21"؛ إلى ضلوع أسماء محسوبة على النظام السوري في "مجلس الرقة المدني".
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن "مهندس المجلس المدعو محمد علوش، الذي يدعي أنه من حركة المجتمع الديمقراطي، لا زال يقيم هو وعائلته في ضاحية قدسيا في العاصمة دمشق، وقام بتوافق مع النظام بهندسة هذا المجلس المفصل على مقاس الأسد"، على حد تأكيد المصدر.
وكان المجتمعون في المؤتمر التأسيسي للمجلس المحلي الجديد، الذي سيتخذ من مدينة عين عيسى، شمال الرقة، مقرا مؤقتا له، إلى حين انتزاع المدينة من التنظيم، قد أعلنوا عن توصلهم إلى قرارات عدة، منها "العمل على إعادة المهجرين، وتعزيز اللحمة القوية بين أبناء المحافظة، ومنح الدور الريادي للمرأة والشباب، وتفعيل الهيئات والمؤسسات التي لحق بها الضرر جراء المعارك".
من جانب آخر، أشار الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، العقيد طلال سلو، في تصريح لوسائل الإعلام، إلى قرب الإعلان عن تشكيل المجلس العسكري للرقة وريفها، وذلك في إشارة إلى قرب موعد الإعلان عن معركة الرقة.