في سابقة تاريخية، خرج أمس، آلاف
العلماء والمناصرين للعلم، في واشنطن وأماكن متفرقة في العديد من دول العالم، في مسيرات احتجاجية حاشدة، دفاعا عن البحث العلمي الذي يعتبرونه ضروريا لتقدم البشرية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يسود فيه القلق من توجهات الرئيس الأمريكي، دونالد
ترامب، وإدارته الجديدة، في مقاربتها لملف البحث العلمي، وادعاءات ترامب وتشكيكه في ما يتعلق بتغير المناخ، واقتراحه خفض ميزانية البرامج العلمية الاتحادية.
وكان ترامب أثار قلق العلماء حين كرر أثناء حملته الانتخابية أن الاحترار المناخي "خدعة صينية"، لكنه أبدى بعد فوزه شيئا من المرونة مع هذا الملف. وهو تعهد أيضا قبل انتخابه بأن ينسحب من اتفاقية باريس حول المناخ التي وقعت عام 2015، لكن يبدو أن هذا القرار ما زال محل نقاش في البيت الأبيض.
وبعد فوزه في الانتخابات، عين على رأس وكالة حماية البيئة سكوت برويت، الذي يشكك أصلا في حقيقة الاحترار المناخي وأثره على البيئة. إضافة إلى كل ذلك، فقد اقترح ترامب في أول مشروع للموازنة قدمه في ولايته الرئاسية تخفيض الأموال المرصودة لوكالة البيئة بنسبة 31%، واقتطاعات من ميزانيات البحوث العلمية حول المناخ والصحة.
وبدأ الحديث عن تنظيم هذا التجمع في اليوم التالي لتنصيب ترامب، في الحادي والعشرين من شباط، أثناء تظاهرة للدفاع عن الحقوق المدنية جمعت أكثر من مليوني شخص في العالم، من بينهم أكثر من 500 ألف في واشنطن. وبدأ العلماء المشاركون في تظاهرة واشنطن بالتجمع مع بعضهم البعض في شكل تلقائي، ثم انطلق عدد منهم على مواقع التواصل للحشد لتظاهرة الدفاع عن العلم، وفقا لروش هولت.
وشارك آلاف المحتجين، أمس، في برلين وفي أكثر من 600 مدينة في مختلف أنحاء العالم، في أول مسيرة لدعم العلوم، وشارك نحو 37 ألف شخص في 20 تظاهرة في ألمانيا وحدها، نقلا عن منظمي "مسيرة العلوم".