نشرت صحيقة "ديلي تلغراف" تقريرا، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب يفكر في القيام بعملية
تطهير واسعة في صفوف مساعديه، بعد أشهر من الفوضى التي تواجهها إدارته، والتداعيات السلبية لقرار طرده مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"
جيمس كومي.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إن ترامب فوجئ بالآثار السلبية لقراره المفاجئ عزل كومي، مشيرا إلى أنه يحاول البحث عن جهة لتحميلها اللوم على القرار الذي يبدو غير موفق الآن، ويعتقد أنه يفكر بعزل رئيس طاقمه رينيس بريبوس، والمتحدث الإعلامي شون
سبايسر.
وتورد الصحيفة نقلا عن الصحافي السياسي البارز مايك ألين، قوله إن "الرئيس محبط وغاضب من الجميع"، وأضاف أن الرئيس سيجري "تغييرات كبيرة للرد"، لافتة إلى أن إدارة الرئيس ترامب تواجه أسئلة حول سبب قراره المفاجئ عزل كومي، الذي كان يقود تحقيقا واسعا في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016.
ويشير التقرير إلى أن الديمقراطيين واصلوا ضغوطهم يوم الأحد، حيث هدد قادتهم بأنهم لن يصوتوا على تعيين مرشح الإدارة الجديد لمنصب مدير "أف بي آي" قبل أن يتم تعيين محقق خاص في ملف التدخلات الروسية، وقال رئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر، في تصريحات لشبكة أنباء "سي أن أن" إن "تعيين محقق خاص يعد فسحة للتنفس بحرية، وعندها سيكون هناك محقق مستقل يتابع مدير (أف بي آي)".
وتلفت الصحيفة إلى أن هناك دعوات متزايدة، بما في ذلك من الجمهوريين، تطالب الرئيس ترامب بتقديم أي أشرطة سجلها لمحادثاته مع كومي، بعدما ألمح الرئيس أنه ربما سجلها سرا، مشيرة إلى أن السيناتور الديمقراطي الأبرز في لجنة المخابرات مارك ورنر، وصف تلميحات الرئيس بالمشينة، وقال إنها تذكر بـ"ووترغيت"، التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، وقال ليندسي غراهام، الذي يعد من أبرز الشيوخ الجمهوريين، إن الموضوع لا يمكن أن يتم التعامل معه بلين.
ويفيد التقرير بأن ترامب هدد في تغريدة له، قائلا إن على كومي أن يكون حذرا قبل التحدث للإعلام، فلربما سجل الرئيس أو أحد معاونيه المحادثات التي تمت بينهما، وقال غراهام: "لو كانت هناك تسجيلات للحوارات فيجب تسليمها"، مضيفا أن تغريدة الرئيس عن وجود تسجيلات "لم تكن مناسبة".
وتقول الصحيفة إن الأجواء في البيت الأبيض ليست بأفضل منها في الكونغرس، فبحسب مصادر مطلعة، فإن ترامب قام باستجواب مساعديه، والتحقيق في كيفية ظهور العناوين السلبية في الإعلام، مضيفة أنه كان يبدو غاضبا على مكتب الاتصالات في البيت الأبيض، وتحدث بصراحة مع مستشاريه حول عملية تعديل في الطاقم، قد تشمل تعليق أو عزل عدد من المسؤولين، حيث تقول المصادر إن ترامب يؤمن بأنه بحاجة إلى مدافع شرس عنه وعن سياساته أكثر من شون سبايسر.
ويكشف التقرير عن أن ترامب لم يخبر لا سبايسر أو مدير الاتصالات مايك دوبك بقرار عزل كومي، ولم يعرفا إلا قبل ساعة من إعلانه، ما يعد إشارة إلى التوتر مع المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض ومكتب الاتصالات، منوها إلى أن المسؤولين في البيت الأبيض حاولوا في الساعات التي تبعت الإعلان عن القرار تقديم مبرر مقنع لعزل كومي، إلا أن تصريحاتهم كلها ناقضت أقوال الرئيس.
وتنوه الصحيفة إلى أنه بعد مقارنة الصحافة قرار ترامب بفضيحة "ووترغيت"، فإنه قرر تولي الأمر بنفسه، وقام بعدد من المقابلات التلفازية، ونشر عددا من التغريدات، التي ناقضت كل ما قاله طاقمه في البيت الأبيض.
وبحسب التقرير، فإن مطلعين عما يجري في البيت الأبيض وصفوا المعنويات في "ويست وينغ/ الجناح الغربي" بأنها كانت متدنية، حيث أبقى المساعدون، الذين لم يطلب منهم الاتصال بالرئيس على أبوابهم مغلقة، وشعر الكثيرون أن الرئيس خذلهم بتصرفاته واستعداده لنشر بيانات تناقض ما اتفق للحديث عنه أمام الصحافة، حيث بدوا وكأنهم "حمقى وكذابون".
وتنقل الصحيفة عن الاستراتيجي الجمهوري ألكس كونانت، قوله: "لا شيء أكثر تثبيطا أو إثارة للإحراج لمتحدث رسمي أكثر من أن يكون لك رئيس يناقضك، ففي مجال الاتصالات السياسية أنت جيد طالما استمرت مصداقيتك"، لافتة إلى أن المتحدث السابق باسم الكونغرس، وأحد حلفاء ترامب نيويت غينغرتش، وصف الرئيس بأنه مثل لاعب خط الوسط في كرة القدم، الذي لا يستطيع أحد أن يمنعه أو يدافع عنه؛ لأن لا أحد يعرف خطته في اللعبة، وقال إن تقدم الرئيس يقلل من قدرة الرئاسة على حمايته من الأخطاء وزيادة قوته.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول غينغرتش، الذي يعمل على إعداد كتاب عن حياة ترامب: "في مرحلة ما، آمل أن يتعلم بأن يأخذ يوما إضافيا، ولا أعتقد أنه يساعد نفسه دائما، وأعتقد أن نسبة 10% أقل تدخلا من ترامب ستكون أكثر فاعلية".