كشف تقرير لمصلحة الطب الشرعي في
مصر عن خطورة الوضع الصحي للمرشد السابق لجماعة
الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، إلى الحد الذي لا يسمح بإخراجه من المشفى.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في طرة، الاثنين، بدأت بالنظر في إعادة محاكمة المرشد العام لجماعة الإخوان، محمد بديع، و12 آخرين من قيادات الجماعة، في القضية المعروفة إعلاميا بـ" أحداث مكتب الإرشاد".
وخلال النظر في القضية، قدمت النيابة تقرير مصلحة الطب الشرعي، عن توقيع اللجنة الثلاثية للكشف الطبي على عاكف (90 عاما)، حيث تبين أنه يعاني من "سرطان القنوات المرارية، وضعف مزمن بعضلة القلب، وارتشاح بلوري، وكسر بعظمة الكف الأيسر، وأنه بصحة عامة معتلة، ويبدو عليه الهزال، مع وجود قسطرة متصلة بجسده".
وخلصت اللجنة إلى أنه "لا يمكن للمتهم الانتقال إلى مقر المحاكمة؛ لأن حالته تستلزم رعاية صحية بمكانه"، وأن "انتقاله يهدد حياته بالخطر".
ويمكث عاكف حاليا في مستشفى القصر العيني الجديد، حيث يتلقى علاجه، عقب تعرضه لكسر في مفصل الفخذ، ومضاعفات بسبب انتشار السرطان.
لا يجد من يرعاه في مرضه
وفي 23 نيسان/ أبريل، أوضحت ابنة عاكف، نقلا عن والدها، أنه لا يجد من يساعده في طعامه وشرابه، وأنه يظل طوال اليوم دون رعاية، ولا يجد من يلبي له احتياجاته.
وقالت علياء عاكف في منشور لها على فيسبوك: "كنت عند بابا، وهو يا حبيبي مش بقى يقدر ياكل ولا يشرب وحده، وطبعا بعد العملية بتاعت رجله مش بقى بيتحرك خالص، ونايم على سرير، بيقولي مش بلاقي حد يعملي طلباتي".
وبينت علياء: "بابا محتاج رعاية في سنه ده، محتاج أولاده يكونوا جنبه، خرجوا بابا يبقى في وسطنا، بابا بيفضل طول النهار من غير أكل وشرب؛ علشان مفيش حد يأكله، خرجوا بابا بقى حرام عليكو".
حملات عدة وأمراض متعددة
وتعددت الحملات التي تطالب بالعفو الصحي عن مهدي عاكف والإفراج عنه؛ لأسباب عدة، منها إصابته بالأورام السرطانية، وانتشارها في جسده، وإصابته بسرطان الكبد، وآخرها بسبب إصابته بكسر بمفصل الفخذ.
وفي 22 آذار/ مارس الماضي، سقط عاكف في زنزانته الانفرادية بسجن طرة، وأصيب بكسر في مفصل الفخذ، وظل دون أي مساعدة طبية حتى منتصف اليوم، ثم تم نقله لاحقا إلى المشفى.
وفي نهاية آذار/ مارس، أصدرت خمس منظمات حقوقية بيانا تطالب فيه بالعفو الصحي عن عاكف.
وكانت سلطات الانقلاب نقلت عاكف إلى مستشفى قصر العيني في كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد تدهور حالته الصحية، وارتفاع نسبة الصفراء في الدم، وانسداد القنوات المرارية، وخضع لجراحة عاجلة، ليعود مرة أخرى للزنزانة الانفرادية.
وكشفت حقوقيات، بينهن ليلى سويف، في كانون الثاني/ يناير 2017، أن الأمن الوطني تدخّل في الإجراءات العلاجية لعاكف خلال مكوثه بالمشفى، كما شدد الإجراءات على الأطباء، وأجبرهم على الحصول على موافقة أمنية من الأمن الوطني قبل الدخول لمتابعة عاكف الصحية، بينما تأخرت تلك الموافقة لساعات في كل مرة قبل دخول الأطباء آنذاك.
وعاكف معتقل بسجن طرة (جنوب القاهرة) على ذمة قضية واحدة، وهي أحداث مكتب الإرشاد، وحصل على حكم بالمؤبد ألغته محكمة النقض في كانون الثاني/ يناير 2016، وتعاد محاكمته من جديد.
ومن
المعتقلين المقبول طعنهم في القضية ذاتها أيضا: المرشد محمد بديع، وخيرت الشاطر، ورشاد البيومي، نائبا المرشد، ورئيس مجلس الشعب السابق محمد سعد الكتاتني، ومستشار الرئيس السابق أيمن هدهد، ووزير الشباب السابق أسامة ياسين، والقيادي محمد البلتاجي، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة عصام العريان. وأغلبهم تخطى الستين من العمر.