"نحن جائعون جدا.. نحن من العقرب"؛ صرخة أطلقها المعتقلون من عربة الترحيلات لطلب الطعام من الأهالي، بعد أن فاض بهم الكيل عقب إغلاق سجن العقرب 13 يوما متواصلة.
وفي 20 نيسان/ إبريل الجاري، تداول أهالي النشطاء شهادة أوردتها إيمان محروس، زوجة الصحفي المعتقل أحمد سبيع، حول صرخات جوع المعتقلين بعربات الترحيلات، نقلا عن واحدة من الأهالي.
وكتبت إيمان محروس عبر فيسبوك: "قالت لي بالأمس إنها رأت عربة ترحيلات وقفت بالقرب منها، حيث ينتظرون زيارتهم لإحدى السجون الأخرى وسمعت أصوات عالية تخرج من داخل العربة، يقولون: (نحن جائعون جدا.. نحن من العقرب)".
وتابعت إيمان: "بدأ الأهالي يجمعون من الأكل الذي يحملونه وذهبوا ليستأذنوا الضابط المكلف بالترحيل فرفض بشدة، فذهبوا للعسكري الذي يسوق العربة، فقال لهم بالنص: (أنا أوسخ من الضابط)".
وأوضحت: "إن كان هذا الخبر الذي جاءني صحيحا وأنهم فعلا من العقرب وليس من شديد الحراسة 2، فهذا يعني أن هناك حملة تجويع للمعتقلين بالمقبرة،كما فعلوا معهم من قبل وكان من نتائجها السابقة فقدان أكثر من نصف أوزانهم وموت العديد منهم".
إضراب عن الطعام
الحقوقي هيثم غنيم؛ أكد وجود إضراب عن الطعام في سجن العقرب، وتحديدا في مبنى H1 عنبر 2، وأطلق نداء عبر فيسبوك للأهالي والصحفيين والنشطاء؛ لمساندة المعتقلين.
وأوضح غنيم في منشوره تفاصيل الإضراب والانتهاكات، فقال: "ولادكم الأسرى الرجالة المعتقلين في #سجن_العقرب في مبنى H1 عنبر2 (H1W2) بدأوا النهاردة وانتوا بتقرأوا الكلام ده إضراب عن الطعام".
وبين غنيم سبب الإضراب، فقال: "ده بسبب إن إدارة السجن منعت أي كشف طبي على أي عيان فيهم، وممنوع يشتروا أكل من كانتين السجن، ومش بيجيبوا ليهم أكل السجن بانتظام ومتعمدين يجوعوهم، ومنعين عنهم زيارة أهاليهم خالص، ومنعين عنهم التريض".
انتهاكات العقرب لا تنتهي
وأضاف: "قافلين النضارة اللي بتبقى في الباب وبتبقى متنفس للي محبوس إنه يشم هوا الطرقة اللي بره الزنزانة، وكمان الشباب قاعدة محبوسة وحدها ومنعينهم يتواصلوا مع بعض وده طبعا تعذيب نفسي، لدرجة أن الشباب بقت بتقول أمن الدولة كان أرحم".
وأردف غنيم من بين الانتهاكات: "الشباب منعين عنهم الغيارات الداخلية، ومش بيخرجوهم يستحموا، ولما حد طلب صابونة بس اتعاقب بالضرب المبرح من أمناء وضباط، كمان الزنزانة الإضاءة فيها تصيب بالأمراض لأنهم حاطين لمبة صفرا بره الشباك 200 وات بتخلي الزنزانة الضيقة حرارتها عالية جدا والهواء سخن جدا، أكثر من معتقل بعت أن (H1W2) هو أسوأ مكان حاليا في سجن العقرب وأنه جحيم".
إغلاق تام للعقرب
وأكدت منى إمام، زوجة القيادي المعتقل عصام الحداد، وجود غلق تام لسجن العقرب (جنوب القاهرة) منذ 10 نيسان/ إبريل الجاري، فقالت الخميس: "لليوم العاشر لم يدخل العقرب أي زيارة، لم يخرج أي معتقل إلى جلسات المحاكمة أو عرض نيابة، لم يخرج أي معتقل إلى جلسات علاجه المحجوزة أو فحوصاته المقررة مسبقا!".
وتابعت: "الأهالي لا يعلمون أي شيء عن أبنائهم منذ 10 أيام، بينما تتصاعد أخبار الانتهاكات في السجون الأخرى، ليس هناك إلا معنى واحد لهذا الغلق التام: أنهم يدبرون أمرا ولا يريدون خروج أي أخبار عن ما يحدث لمعتقلينا؟ ماذا فعلوا بهم؟! وماذا يفعلون بهم الآن؟!".
وعن زوجها وابنها المعتقلين، قالت منى: "لقد تم منع الزيارة عن زوجي الدكتور #عصام_الحداد وابني #جهاد_الحداد منذ 7 شهور كاملة ومجموعة أخرى كبيرة دون إبداء أي أسباب! نحملكم المسؤولية كاملة، ونطالب بحقنا في زيارتهم والاطمئنان عليهم!".
أقذر مكان في مصر
وقالت سندس جمال، زوجة أحد المعتقلين، ضمن وصف مطول للانتهاكات بالعقرب: "أقذر مكان في مصر ويمكن على الكوكب كله سجن العقرب! منع أي مريض من دواه إلا قليل القليل، أكلهم عبارة عن التعيين وما أدراك ما التعيين مفيش كلام يوصفه أصلا".
وأضافت سندس: "استحالة تلاقي حد في العقرب وزنه زايد كلهم جلد على عضم من قلة الأكل، أما ينزل شباب جلسات ويستغيثوا بالأهالي "احنا جعانين احنا من العقرب" هتعرف بيحصل ايه جواه".
وأكدت سندس أيضا "الإغلاق التام" للعقرب، فقالت: "حاليا زيارة العقرب اتقفلت خالص دون أي سبب، وأغلب الأهالي مش مسموح ليهم يحضروا جلسات ولا يطمنوا على حال أولادهم".
ومنذ آذار/ مارس الماضي تصاعدت الانتهاكات في سجن العقرب، حيث كشف الأهالي وجود تعنت في علاج المعتقلين وتكديرهم ومعاقبتهم بشكل متواصل، مع ممارسة سياسة التجويع بتقديم أطعمة متعفنة وفاسدة للمعتقلين ومنع أي أطعمة من الأهالي، ثم ختمتها السلطات الأمنية حاليا بالإغلاق التام، ومنع أي زيارات أو ترحيلات أو علاج أو عرض على النيابة، طبقا للأهالي.
عاكف لا يستطيع الحركة وبحاجة لمن يُطعمه.. والسلطات تتجاهل
معتقلو "النائب العام المساعد" بمصر يشكون من التعذيب
محمد مهدي عاكف.. سجين كل العهود في مصر (إنفوغراف)