نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها لشؤون الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، حول الصفقة الكبرى، التي من المرجح أن يوقعها الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مع
السعودية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن قيمة هذه الصفقة تصل إلى 300 مليار دولار، لافتا إلى أن ترامب سيؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم التحالف مع السعودية في نهاية هذا الأسبوع، حيث سيزور المملكة في أول زيارة خارجية له.
ويذكر الكاتب أن ترامب سيصل يوم الجمعة إلى العاصمة الرياض، وسيقابل الملك سلمان وأعضاء من العائلة السعودية الحاكمة، وقادة دول الخليج وشخصيات من العالم الإسلامي، مشيرا إلى أنه سيلقي كلمة "ملهمة" عن الإسلام، بحسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "هذه الرحلة تحمل الكثير من الرمزية، حيث وصل ترامب إلى السلطة على وعد بإعادة النظر في دور الولايات المتحدة العسكري على مستوى العالم، وتعامل سكان المنطقة مع هجومه على المهاجرين المسلمين بغضب، فيما طالبته منظمات حقوق الإنسان بالتوقف عن دعم الأنظمة الأتوقراطية، خاصة المملكة العربية السعودية".
ويستدرك التقرير بأن المسؤولين في دول الخليج يعتقدون أنهم استطاعوا إقناع ترامب بأن التحالف الأمريكي مع دولهم، الذي يعود إلى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هو مصلحة أمريكية، حيث يقولون إن واشنطن قررت التخلي عن ترددها، وقدمت الدعم لليمن، التي تحولت الحملة العسكرية فيها إلى حالة من الانسداد، رغم التدخل العسكري الواسع الذي قامت به القوات السعودية والإماراتية.
ويفيد سبنسر بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تردد عن تقديم الدعم الشامل للجهود الحربية التي قادتها السعودية، مشيرا إلى أنه قتل في هذه الحرب أكثر من 10 آلاف مدني، وقال مسؤول عسكري خليجي: "الولايات المتحدة مشاركة الآن في الحملة".
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الالتزام الجديد بدعم الحرب سيأتي من خلال سلسلة من الصفقات العسكرية، واحدة عاجلة بقيمة 100 مليار دولار، وأخرى بقيمة 200 مليار دولار، وعلى مدار عقد من الزمان.
ويكشف التقرير عن أن العقود التي يتم التفاوض عليها، تضم صفقة بقيمة 3.4 مليارات دولار؛ لتزويد السعودية بطائرات مقاتلة "إي أتش- 64 إي أباتشي غارديان"، لافتا إلى أنه قائمة المشتريات تضم كميات كبيرة من "القنابل الذكية" من نوع "ريثيون" ونظام صاروخي " Terminal High Altitude Area Defense".
ويلفت الكاتب إلى أن الشركات الأمريكية ستقوم بتطوير البحرية السعودية والبوارج المتوفرة، التي تقوم بتمتين الحصار الجزئي على ميناء الحديدة في
اليمن؛ لمنع وصول الأسلحة الإيرانية للحوثيين.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب كتب تغريدة أثناء الحملة الانتخابية، قال فيها: "يجب على السعودية دفع المليارات من الدولارات مقابل حمايتنا لها، ودوننا لكانت ذهبت"، إلا أن ترامب يشارك السعوديين عدوانيتهم لإيران، مشيرا إلى أن ترامب جدد يوم الاثنين المعاهدة العسكرية مع الإمارات الموقعة عام 1994.
وينوه التقرير إلى الضغوط التي يمارسها وزراء اليمين على ترامب، للوفاء بوعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، لافتا إلى أن ذلك سيؤثر على زيارته لإسرائيل، ونفى رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يكون قد حث ترامب في حديث خاص معه على ألا يقوم بنقل السفارة إلى القدس.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن مسؤولين أمريكيين رفضوا طلب نتنياهو مرافقته عندما يزور حائط البراق "المبكى"، وقال دبلوماسي أمريكي إن ترامب قال له إنها "ليست منطقتك، إنها الضفة الغربية".