انتقد رئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية
المغربية، محمد أمكراز، موقف النيابة العامة من قضية ما يعرف إعلاميا بـ"معتقلي فيسبوك"، وقال إنها انتقلت من "الإشادة بعمل إرهابي إلى التحريض عليه"، فيما انتقدت أسر وعائلات
المعتقلين التصريح الأخير لوزير العدل السابق،
المصطفى الرميد، بخصوص القضية، وناشدوا العاهل المغربي، محمد السادس، للتدخل للإفراج عن أبنائهم.
وقال القيادي بشبيبة العدالة والتنمية، وعضو هيئة الدفاع عن "معتقلي فيسبوك"، محمد أمكراز، خلال ندوة صحفية نظمتها أسر وعائلات المعتقلين الذين ينتمي غالبيتهم للحزب، الاثنين، في الرباط، إن النيابة العامة أضافت "تهمة التحريض إلى تهمة الإشادة" في ملفها ضد "
شباب فيسبوك"، مؤكدا أن "الملف المقدم إلى المحكمة لا يوجد فيه دليل على أن هناك فعلا إرهابيا أو التحريض عليه من قبل هؤلاء الشباب"، الذين وصفهم بالمعتدلين وأصحاب فكر متنور، وبعيدين كل البعد عن الفكر الإرهابي.
وتابع: "إن ذنب هؤلاء الشباب الوحيد هو مشاركتهم صورا ومقولات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لواقعة اغتيال
السفير الروسي بتركيا، على غرار العديد من النشطاء"، وتساءل: "فلماذا اعتقلت السلطات المغربية شباب العدالة والتنمية دون سواهم؟".
ولفت أمكراز إلى تناقض النيابة العامة في توصيفها للتهمة الموجهة إلى المعتقلين، حيث قال "إن النيابة نفسها مقتنعة بأن هؤلاء المعتقلين ليسوا إرهابيين، خصوصا بعدما تم نقلهم من سجن سلا 2 المخصص لمعتقلي قانون الإرهاب إلى سجن سلا 1 المخصص لسجناء الحق العام"، مؤكدا أن "النيابة العامة تحدثت عن الإشادة بالإرهاب وليس التحريض عليه".
كما انتقد تعامل الدولة المغربية مع الشباب، وقال: "الدولة ليست شرطية لتقدم القانون الجنائي فقط، الدولة لها مسؤولية تربوية واجتماعية، إلى غير ذلك من المسؤوليات، قبل أن نصل إلى الزجر..".
وتساءل القيادي في شبيبة الحزب: "إن كان السؤال عن الانتماء السياسي طبيعي، فلمَ لا يسأل كل من يعتقل عن انتمائه؟ لماذا فقط خُص هؤلاء الشباب بهذا السؤال دون سواهم؟"، لافتا إلى أن الملف سياسي أكثر منه قانوني.
فيما قال أبو المعتقل أحمد شطيبات، في كلمته خلال الندوة الصحافية، إن "الهدف من هذا الاعتقال ليس هؤلاء الشباب الذين كانوا يترصدونهم، ولكن الهدف كان هو لي ذراع حزب العدالة التنمية، باعتبارهم ينتمون إليه".
وشدد على أن الشباب المعتقل هم من خيرة الشباب بأخلاقهم الحسنة وحسن سيرتهم وسلوكهم، مكذبا كل التهم التي لفقت لهم.
وانتقد البلاغ المشترك لوزارة الداخلية ووزارة العدل بشأن "شباب فيسبوك"، وقال إن وزير حقوق الإنسان، المصطفى الرميد، الذي كان في الحكومة السابقة وزيرا للعدل والحريات كان عليه أن يوجه النيابة العامة إلى التطبيق السليم للقانون بما أنه كان رئيسا للضابطة القضائية، لكنه لم يفعل ذلك.
اقرأ أيضا: تأجيل محاكمة شباب "العدالة" المغربي.. ووزير العدل يعترف بخطئه
وقال إن "الشباب أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، وأصبح المستقبل لديهم مبهما، وقالوا إن حلهم الوحيد هو الإضراب عن الطعام، وإنهم يفضلون الموت على أن ينعتوا بالإرهابيين".
من جانبه، ناشد محمد شطيبات، شقيق المعتقل أحمد شطيبات من مدينة طنجة، الملك بالتدخل العاجل لإنقاذ الشباب المعتقل من الخطر قبل فوات الأوان، معتبرا أنه في أي لحظة قد يقع مكروه لهم؛ بسبب استمرارهم في الإضراب عن الطعام.
وأقدم "شباب فيسبوك" على الإضراب عن الطعام، كخطوة تصعيدية للضغط على المسؤولين للإفراج عنهم، بعدما قضوا 6 أشهر رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن سلا.
اقرأ أيضا: شباب "العدالة والتنمية" المغربي المعتقلون يضربون عن الطعام
وعرف اليوم ذاته بتنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، حضرتها عائلات المعتقلين وعشرات من شبيبة حزب العدالة والتنمية، ونشطاء حقوقيون وفاعلون جمعويون، طالبوا من خلالها بالإفراج الفوري عن "شباب فيسبوك"، وإسقاط جميع التهم الموجهة لهم.