ماذا يقول ليبيون بالخارج حول اتهام ليبي بهجوم مانشستر؟

حالة من الصدمة سيطرت على كثير من الليبيين، بعدما أعلنت شرطة مانشستر هوية منفذ الاعتداء الذي خلف 22 قتيلا، يوم الاثنين.

فالمتهم بتنفيذ الهجوم، بحسب الشرطة البريطانية، وهو سلمان عبيدي، من أصل ليبي ومولود في مانشستر، ووالداه لجآ إلى بريطانيا هربا من نظام معمر القذافي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

ورأى ليبيون مقيمون في الخارج أن هذا الاعتداء سينعكس الجاليات الليبية في الخارج، لكن آخرين اعتبروا العمل فرديا، ولا يعبر عن الجاليات الليبية، وخصوصا في مانشستر.

صدمة وتخوف

من جهته، قال الصحفي الليبي المقيم في لندن، عبد الله الكبير، إن "ما حدث سبّب صدمة كبيرة للجالية الليبية في بريطانيا، فلم يكن متوقعا أبدا أن يكون منفذ الهجوم شابا ليبيا، وقيل إنه كان شابا هادئ الطباع وينبذ التطرف مثل والديه".

وحول تأثير ذلك على الجالية الليبية في بريطانيا، قال الكبير لـ"عربي21": "سيؤثر الهجوم على الليبيين بشكل متفاوت، خاصة في مانشستر، باعتبارها تضم العدد الأكبر من الجالية الليبية هنا، لكن لا أتوقع تعرض الليبيين لمضايقات من جيرانهم وأصدقائهم الإنجليز، إذ من المؤكد أنهم يدركون أنها سلوك فردي ولا تعبر عن نزوع للتطرف والإرهاب لدي الليبيين".

تشكيك

ورأى المخرج الليبي أسامة رزق؛ أن "هناك تسرعا ملحوظا من قبل الغرب في إصدار الأحكام، وهذا تكون وراءه أمور أخرى". وتابع متسائلا: "لماذا تظهر أصوله الليبية عندما يقوم بتفجيرات وفقط وعندما يأخذ الجوائز يقال إنه إنجليزي وفقط؟"، حسب تعبيره.

وأضاف لـ"عربي21": "لم يسبق لأي ليبي القيام بأعمال إرهابية في الخارج، وخاصة من أبناء الجالية الليبية في مانشستر، وبخصوص محاولة نسبة الجاني إلى الثورة الليبية، فهذا هدفه التشويه وهذا توجه دولي لاستغلال مثل هذه الأحداث لتشويه الثورات العربية كلها"، وفق قوله.

أما الإعلامي الليبي المقيم في تركيا، أحمد بن خيال، فقد قال إن سلمان "مواطن إنجليزي ومولود في مانشستر وهذا له فارق كبير، وبالتالي لا تأثير للحدث على حاملي الجنسية الليبية"، وفق تقديره.

مستويان

وقال المحلل السياسي الليبي المقيم في إسطنبول، وليد ماضي، إن "هذا الحادث سيكون له انعكاسات واضحة على وضع الليبيين في أوروبا عموما، وفي بريطانيا على وجه الخصوص".

وأوضح أنه "سيكون له أيضا انعكاسات على موقف وسياسات المملكة المتحدة في مستويين، الأول: سياساتها الداخلية في التعامل مع الجالية الليبية، والعربية والإسلامية، بما يؤدي إلى شيء من التضييق على هذه الجاليات، والثاني: موقفها من الأطراف الليبية المتصارعة وحكومة الوفاق وتيار الإسلام السياسي، مما قد يخلط الأوراق خلال الفترة القادمة"، كما قال لـ"عربي21".

ورأى الناشط الليبي المقيم في كندا، خالد الغول، أن "الأمر يخص الإنجليز، وليس لليبيين علاقة به، كون المتهم يحمل الجنسية البريطانية ويعيش هناك، لكن الحدث ربما يدفع قوات الأمن في بريطانيا لتركز أكثر؛ لأن ما حدث يعتبر مساسا بحرية الإنجليز ونمط حياتهم الثقافية والترفيهية"، وفق رأيه.

 وقال لـ"عربي21" إن حكومة الوفاق في طرابلس "لن تفعل شيئا غير تقديم المعلومات؛ لأن شعوبنا وقادتنا لا يعتبرون الفاعل الشاب ضحية أي مشاكل، فيفكرون مثلا في كيفية وقف نمو أي فكرة متطرفة عند الشباب، لكن ما لديهم إلا سلاح اقتل اقتل وهو الحل عندهم فقط"، حسب تعبيره.