سياسة دولية

حامد كرزاي يوجه تهمة خطيرة لواشنطن .. ويمتدح أردوغان

سبق لكرزاي أن أطلق تصريحا مفاجئا عن الضربة الأمريكية الأخيرة على ولاية ننغرهار- أ ف ب
في سابقة لشكل العلاقة الوثيقة بين الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي وواشنطن، اتهم كرزاي الولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق مشروع جديد في أفغانستان.

واتهم حامد كرزاي الولايات المتحدة بدعم تنظيم "داعش" في بلاده، معتبرا أن تواجد عناصر التنظيم في أفغانستان ياتي في إطار "مشروع أمريكي" لتحقيق أهداف معينة.

وسبق لكرزاي أن أطلق تصريحا مفاجئا عن الضربة الأمريكية الأخيرة على ولاية ننغرهار شرق البلاد، والتي عُرفت بضربة "أم القنابل"، حيث اعتبرها خرقا لسيادة بلاده، مضيفا: "إذا كانت الحكومة الأفغانية قد سمحت بهذا الهجوم فهي خائنة للوطن".

وقال كرزاي، في تصريح للأناضول، إن "عناصر داعش الذين يمارسون أنشطة إرهابية في أفغانستان تم جلبهم جميعًا من الخارج لأجل بعض الأهداف (لم يحددها)، ويتلقون دعما من الولايات المتحدة".

واعتبر أن الولايات المتحدة "لا تريد انتهاء الأنشطة الإرهابية" في أفغانستان، مضيفا: "الوجود الأمريكي في أفغانستان ساهم في تعزيز داعش".

اقرأ أيضا : تعليق مفاجئ لحامد كرزاي على ضربة "أم القنابل" الأمريكية

كرزاي لفت إلى أن الهدف الرئيسي لداعش في بلاده يتمثل في "زعزعة الاستقرار بالبلدان المجاورة من خلال استخدام الأراضي الأفغانية".

وأضاف: "داعش يظلم ويقتل السكان في المناطق التي ينشط بها، ويسعى لتدمير التقاليد الأفغانية".

وأشار إلى أن روسيا وإيران قلقة من الوجود الأمريكي في أفغانستان.

وحول حركة طالبان، أشار كرزاي إلى وجود اتصالات روسية أمريكية مع الحركة، على غرار بريطانيا وبعض البلدان الأخرى (لم يذكرها).

وشدد الرئيس الأفغاني السابق على أن طالبان عززّت من قوتها في عموم أفغانستان في الآونة الأخيرة، وأن بعض القوى الأجنبية (لم يذكرها) لعبت دورًا في تعزيز تلك القوة.

واعتبر أن القصف الأمريكي بـ"أم القنابل" في مقاطعة نانكرهار مطلع أبريل/ نيسان الماضي، يعد ازدراء للشعب والتراب الأفغاني، وسعيا لتحويل البلاد لحقل تجارب.

من جانب آخر، أكد كرزاي أن تركيا تعد أفضل صديق لأفغانستان، وقال بهذا الصدد: "السيد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان صديق مقرب، وهو زعيم كبير للعالم الإسلامي، وقدّم دعمًا كبيرًا لنا، وأقام استثمارات كثيرة في بلدنا".

وكانت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، نشرت تقريرا حول النشاطات التي يمارسها الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي "من خلف الكواليس"، في وقت تعاني فيه البلاد من انقسامات في السلطة، وتشهد توسعا متزايدا لنشاطات حركة طالبان.

اقرا أيضا : لاكروا: كرزاي يمارس نشاطه بأفغانستان "من خلف الكواليس"


وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن كرزاي الذي حكم بين عامي 2001 و2014، يسكن في حي فاخر تتمركز فيه الوزارات والسفارات في البلاد، ويحرس قلعته عدد من الأشخاص المحملين بأجهزة لاسلكية، "ويوجد هذا المسكن قرب مقرات السلطة بالعاصمة كابول؛ على بعد بضعة أمتار من القصر الرئاسي".

وأضافت أن الرئيس الأفغاني السابق "يجمع في مكتبته مئات الأعمال والكتب باللغة الفرنسية والإنجليزية والفارسية، وتضم مكتبته ذكريات وصورا يصافح فيها شخصيات دولية، مثل بان كي مون، وأنجيلا ميركل، وجاك شيراك، وفرنسوا هولاند، وجورج دبليو بوش"، مشيرة إلى أن "هذه الذكريات خالية من صور تجمع الرئيس الأفغاني السابق بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث اتسمت العلاقة بينهما بالتوتر الدائم".

ولفتت الصحيفة إلى أن "الرجل الأنيق يحدق كثيرا في زواره قبل مصافحة أحدهم بحرارة، ومن المعتاد أن يأتي أحد مستشاريه فيما بعد ليضع على كتفه القفطان الأخضر والأرجواني. وقبل بدء الحديث؛ يعتذر كرزاي عن التأخير، فمن المعروف أن الرئيس السابق يخصص الفترة الصباحية لاستقبال ممثلين محليين".

ونقلت عن كرزاي قوله إنه قد أخذ حصته من السياسة خلال ما يقارب الـ13 سنة، كان رئيسا فيها لأفغانستان، وهو يريد اليوم أن يرى الجيل المقبل يمسك بزمام السلطة، مؤكدا أنه بعد انتهاء فترة ولايته لن يمارس السياسة أبدا.