قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن النتائج السلبية لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب الأولى إلى الخارج تستمر في التراكم.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إن "ترامب اختار التصعيد من جانب واحد مع ألمانيا ومستشارتها أنجيلا ميركل، وكرر انتقاده المضلل للفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة، مدعيا أنهم يدفعون أقل مما ينبغي لحلف الأطلسي، وهو ما سيؤكد الاستنتاج الذي توصلت إليه ميركل، التي كانت ملتزمة بالعلاقات الأطلسية، بأن الأيام التي كانت تعتمد أوروبا فيها على الولايات المتحدة (قد ولت إلى حد ما)".
وتضيف الصحيفة: "أما في الشرق الأوسط، فتستمر الآثار العملية لدعم ترامب غير المشروط للديكتاتوريات العربية السنية في التكشف، فبعد أن طمأنه ترامب في قمة الرياض في
السعودية بأنه لن تكون هناك محاضرة من واشنطن حول قمعه لشعبه، عاد رجل
مصر القوي عبد الفتاح
السيسي إلى القاهرة الأسبوع الماضي وضاعف القمع، فأغلق أكثر من 20 موقعا إخباريا، واعتقل العشرات من الناشطين السياسيين العلمانيين الليبراليين، وبينهم محامي حقوق إنسان خالد علي، الذي قال إنه ربما ينافس السيسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2018".
وتشير الافتتاحية إلى أن "السيسي صادق يوم الاثنين على قانون جديد يفرض قيودا غير مسبوقة على جمعيات المجتمع المدني، وهذه القوانين تحرم على المصريين إنشاء جمعيات مستقلة دون أخذ إذن مسبق من الحكومة، وتعطي المخابرات والأمن السلطة للسيطرة على التمويل الأجنبي لتلك الجمعيات كله. وقالت جمعيات حقوق الإنسان، وغيرها، بأن ذلك سيجعل من عملها داخل البلد مستحيلا، وقد تصبح مصر قريبا مثل كوبا وكوريا الشمالية، حيث لا توجد سوى جمعيات المجتمع المدني التي تسيطر عليها الحكومة".
وتلفت الصحيفة إلى أنه "تم انتقاد القانون عندما صوت عليه البرلمان الصوري في شهر تشرين الأول/ نوفمبر 2016، وأشار الناقدون إلى أن القانون يتعارض مع الدستور المصري ومع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر، وحذر أعضاء كبار في الكونغرس، بينهم عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان لندسي غراهام وجون ماكين، من أنهم سيضعون شروطا جديدة للمساعدات الأمريكية لمصر إن تم إصدار القانون، ودفعت ردة الفعل هذه بالسيسي إلى عدم توقيع القانون".
وتنوه الافتتاحية إلى أنه "بعد احتضان ترامب الثاني للسيسي خلال أقل من شهرين، فإنه تحرك قدما، وجاء فعله بعد هجوم إرهابي على حجاج أقباط، تسبب بمقتل 28 شخصا، لكن الناشطين والإعلام وجمعيات المجتمع المدني التي استهدفها السيسي لا علاقة لها بتنظيم الدولة، الذي ازداد فرعه المصري قوة بشكل مطرد منذ أن جاء السيسي إلى السلطة من خلال انقلاب عسكري عام 2013".
وتقول الصحيفة: "يبدو أن ترامب، الذي ما يزال يروج للنجاح المفترض لقمته العربية، غير آبه للقمع الذي تبع تلك القمة، الذي تضمن أيضا اقتحاما قاتلا الأسبوع الماضي من قوات الأمن البحريني لمعسكر للمعارضة، ولذلك يجب على الكونغرس أن يرد، فعلى أعضاء الكونغرس منع إرسال المساعدات العسكرية لمصر حتى يتم إلغاء قانون المنظمات غير الحكومية أو مراجعته، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "إن سمح للسيسي بأن يستفيد من مليارات الدولارات الأمريكية كمساعدات، في الوقت الذي يكرس فيه حكمه الاستبدادي، فإن ذلك سيجلب ضررا كبيرا للمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة".