انتهت الاشتباكات العنيفة التي شهدتها العاصمة الليبية
طرابلس إلى بسط الكتائب المؤيدة لاتفاق الصخيرات السياسي، ولحكومة الوفاق الوطني، سيطرتها شبه الكاملة على العاصمة طرابلس، وإخراج كل المعارضين المسلحين لها، خاصة في غربها وجنوبها.
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في طرابلس يومي الجمعة والسبت الماضيين، بين قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، وأخرى تابعة لحكومة الإنقاذ الوطني، برئاسة خليفة الغويل، والتابعة للمؤتمر الوطني العام السابق، أغلبها من مدينة مصراتة.
ولم تخرج جغرافية هذه الاشتباكات عن مناطق جنوب غرب العاصمة، خاصة في "صلاح الدين، وخلة الفرجان، والسدرة، ومحيط القصور الرئاسية، والهضبة، ومحيط مطار العاصمة طرابلس".
وبحسب إحصائيات رسمية، أعلنتها وزراة صحة حكومة الوفاق الوطني، فقد سقط قرابة 65 قتيلا، وأكثر من مئة مصاب، منهم 17 مسلحا تابعين لكتيبة قوة الردع والتدخل المشتركة، محور أبوسليم الكبرى تمت تصفيتهم برصاص في الرأس.
من جهته، وجه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، في بيان اطلعت عليه "
عربي21"، اتهاما لمسلحين وصفهم بالخارجين عن القانون، يتبعون رئيس حكومة الإنقاذ الوطني خلفية الغويل، وقائد لواء الصمود صلاح بادي، مؤكدا أنه لن يتسامح معها ولن يهادنها، وسيحاربها حتى تخرج من العاصمة طرابلس.
نتيجة المعارك
ورغم أن هذه الاشتباكات لم تدم أكثر من يومين، إلا أنها انتهت إلى بسط الكتائب المؤيدة لاتفاق الصخيرات السياسي، ولحكومة الوفاق الوطني، سيطرتها شبه الكاملة على العاصمة طرابلس، وإخراج كل المعارضين المسلحين لها، خاصة في غربها وجنوبها.
وأعلن المجلس الرئاسي، عقب انتهاء العمليات العسكرية أن تأمين جميع المرافق الحيوية في العاصمة، يقع على عاتق القوى التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، والحرس الرئاسي التابع للمجلس، برئاسة نجمي الناكوع.
حماية العاصمة
وتكفلت العديد من الأجهزة والكتائب الأمنية من طرابلس بتأمين العاصمة في الوقت الحالي، أبرزها "كتيبة ثوار طرابلس تحت قيادة هيثم التاجوري، والتابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، وكتيبة 155، والأمن المركزي والفرق الأمنية التابعة له، والأمن المركزي أبو سليم بإمرة عبد الغني الككلي".
إضافة إلى كتيبة النواصي التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق، التي تقوم بتأمين سوق الجمعة وطريق الفتح (طريق الشط)، وقوة الردع الخاصة التابعة لوزارة الداخلية أيضا بإمرة عبد الرؤوف كارة، وكتيبة الشهيد البوني المكلفة بتأمين حماية مطار معيتيقة الدولي.
وتعد سرية "301 مشاة" بكتيبة الحلبوص، بإمرة عز الدين احنيش، تابعة للترتيبات الأمنية للحرس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني، القوة الوحيدة من خارج طرابلس، والتي تتمركز حاليا في منطقة بوابة الجبس بطريق الدعوة الإسلامية.
مواقع هامة
وبحضور آمر الحرس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني نجمي الناكوع، وعضو المجلس الرئاسي أحمد حمزة، تسلمت مديرية أمن قصر بن غشير، الأحد الماضي، تأمين موقع مطار طرابلس العالمي الذي يعد من أكبر المواقع التي كانت تحت سيطرت قوات حكومة الإنقاذ الوطني.
وأعلنت وزارتا الداخلية والعدل بحكومة الوفاق الوطني تسلمها مؤسسة الإصلاح والتأهيل الهضبة، ونقل السجناء الموجودين بالسجن كافة إلى "مكان آمن"، وذلك بعد سيطرة كتيبتي ثوار طرابلس، والأمن المركزي أبوسليم على مقر المؤسسة التي كانت تحت سيطرة خالد الشريف.
في حين شرعت دوريات قسم النجدة في مديرية أمن طرابلس في تأمين مناطق صلاح الدين وخلة الفرجان التي شهدت اشتباكات مسلحة خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وتعدّ هذه المناطق أيضا من أهم المواقع التي كانت تحت سيطرة قوات حكومة الإنقاذ، التي توجد بها معسكرات عدة من بينها معسكر اليرموك.
اقرأ أيضا: المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية ينشئ سبع مناطق عسكرية
وسلمت كتيبة ثوار طرابلس للمنطقة العسكرية طرابلس ولإدارة التدريب بجهاز المخابرات الليبية، خمسة مقرات لمعسكرات في مناطق الهضبة وصلاح الدين وخلة الفرجان.
وهذه المقرات هي "مقر الكلية العسكرية الهضبة، ومعسكر ومدرسة المدرعات والمشاة، ومعسكر ومدرسة الهندسة العسكرية، ومعسكر اليرموك دفاع جوي وغرفة عمليات الدفاع الجوي، ومعسكر إدارة التدريب بجهاز المخابرات الليبية".
توّعد وتحذير
وكانت حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل، تعتمد في بسط نفوذها داخل العاصمة طرابلس على كتائب عدة أبرزها "كتيبة الشهيد صلاح البركي، وكتيبة المرسى، والفرقة الأمنية السادسة، وكتيبة الإحسان".
من جهة أخرى، أعلنت قوة العمليات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة في البيضاء الموالية لعملية الكرامة بقيادة عماد الطرابلسي، شروعها في التجهيز للدخول إلى العاصمة طرابلس من أجل "تأمين عودة العائلات المهجرة من مناطق في مدينة طرابلس منذ 2014".
وأصدر قائد عملية الكرامة خليفة
حفتر، التعليمات لوحدات القوات المسلحة في المنطقة الغربية للاستعداد من أجل الدفاع عن العاصمة طرابلس ومواجهة "الإرهاب"، وطرده وتدمير قواعده، ومساعدة القوة الوطنية التي تدافع عن أمن العاصمة.
وحذر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، من دخول أي مجموعات مهما كانت صفتها وبأي مبرر إلى العاصمة طرابلس دون التنسيق أو تحت إشراف كامل من حكومة الوفاق الوطني والأجهزة الأمنية التابعة لها.
وأكد المجلس في بيانه الاثنين الماضي، أن حكومة الوفاق الوطني ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ترويع المواطنين والعبث بأمن العاصمة مجددا، مؤكدا أن مدينة طرابلس لكل الليبيين دون استثناء، وأن حمايتها هي مهمة الجميع تحت شرعية حكومة الوفاق الوطني.