كشفت صحيفة "الغارديان" أن زعيم حزب الاستقلال البريطاني
نايجل فاراج أصبح "شخصا مهما" في التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيق الفيدرالي "أف بي آي" في الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضي.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن مصادر مطلعة على التحقيقات، قولها إن فاراج أصبح محل اهتمام المحققين في "أف بي آي"؛ لعلاقته مع أفراد مرتبطين مع حملة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، ومؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، الذي زاره في آذار/ مارس.
وتشير الصحيفة إلى أن الموقع قام في العام الماضي بنشر سلسلة من الوثائق التي أضرت بحملة هيلاري كلينتون، ويشك بأن لديه علاقات بتنسيق الحملة مع طرف ثالث، لافتة إلى أن ربط أسانج جاء من خلال الشهادات الأخيرة، التي قدمها مدير الاستخبارات الأمريكية السابق جون برينان، الذي قال إن النفي الشديد من جوليان أسانج بشأن علاقته بالروس فيه خداع.
ويلفت التقرير إلى أن فاراج لم يتهم بارتكاب خطأ، أو أنه أصبح هدفا للتحقيقات الأمريكية، إلا أن تحوله لشخص مهم يعني للمحققين أن لديه معلومات حول الفعل الذي يحققون به، وقد يخضع في هذه الحالة للتدقيق.
وأخبرت المصادر "الغارديان" أن علاقة فاراج قريبة من الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم، وتم فحص علاقاتهم بالروس، وربما عملوا مع حملة ترامب للتأثير في الانتخابات الأمريكية، وقال مصدر: "أحد الأشياء التي ينظر فيها المحققون الأمنيون هي نقاط التواصل والشخصيات ذات العلاقة"، وأضاف المصدر: "لو قمت برسم مثلث
روسيا، ويكيليكس/ أسانج وترامب والمقربين منه، فإن الشخص الذي يحصل على علامات أكثر هو نايجل فاراج، فهو في منتصف هذه العلاقات، ويظهر مرة تلو الأخرى، وهناك الكثير من الاهتمام الذي يحظى به".
وتفيد الصحيفة بأن المصدر أشار إلى علاقات فاراج مع المستشار المقرب من ترامب روجر ستون، الذي اعترف بأنه اتصل مع الهاكر غوسفير 2.0، الذي تعتقد المخابرات الأمريكية أنه عميل للكرملين.
وينقل التقرير عن متحدث باسم فاراج، قوله إن الأخير لم يعمل أبدا مع مسؤولين روس، ووصف أسئلة "الغارديان" حول نشاطات فاراج بأنها "تقترب من حالة الهستيريا"، وقال: "لم يزر نايجل روسيا أبدا، علاوة على عمله مع السلطات هناك"، لكنه لم يرد على أسئلة حول معرفة فاراج بتحقيقات "أف بي آي"، أو قام بالاتصال مع محاميه لمتابعة الأمر، أو متى التقى فاراج ترامب لأول مرة.
وتنوه الصحيفة إلى أن المتحدث رفض الإجابة عن سؤال، فيما إن كان فاراج قد تلقى مالا مقابل ظهوره في القناة التلفزيونية المدعومة من الكرملين "روسيا اليوم"، لافتة إلى أن القناة استضافت فاراج ثلاث مرات خلال عام ونصف، ورفضت هي الأخرى التعليق.
وبحسب التقرير، فإن فاراج نفى يوم الخميس هذه القصة، وقال إنها "أخبار مزيفة"، وبأنه زار أسانج في السفارة الإكوادورية بناء على طلب من راديو "أل بي سي" لإجراء مقابلة معه، وقال: "من المشكوك به تحولي إلى شخص مهم لدى (أف بي آي)؛ نظرا لعدم وجود صلات لي مع روسيا"، مشيرا إلى أنه التقى أسانج مرة واحدة، لكنه رفض الإجابة على سؤال يتعلق بالمدة التي يعرفان بها بعضهما.
وتذكر الصحيفة أن زعيم حزب الاستقلال عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في مقابلة معه عام 2014، مشيرة إلى أن لدى حزب الاستقلال تاريخا مع أسانج، حيث دافع عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الاستقلال جيرارد باتن عن أسانج، في خطاب له أمام البرلمان الأوروبي عام 2011، وقال مصدر آخر إن التحقيق الأمريكي في نشاطات فاراج تعد حساسة؛ نظرا لدوره في البرلمان الأوروبي.
ويورد التقرير أن "فاراج وترامب لم يخفيا إعجابهما ببعضهما، خاصة أنهما كانا الرابحين في حدثين غيرا النظام العالمي: انتخاب ترامب رئيسا، وتصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ورغم قدرتهما على استغلال مشاعر المواطنين المنسيين، إلا أن تحقيق الولايات المتحدة أعمق، ويدور حول قيام أشخاص مقربين من نجم تلفزيون الواقع بالتواصل مع لاعبين في الدولة الروسية؛ من أجل التأثير في الانتخابات، ففي تموز/ يوليو حضر فاراج مؤتمر الحزب الجمهوري، حيث أصبح ترامب مرشحا للجمهوريين".
وتقول الصحيفة إن المتبرع لحزب الاستقلال آرون بانكس قال إن فاراج التقى ترامب في محطة انتخابية في المسيسبي في آب/ أغسطس، لكن علاقته مع الأشخاص المقربين من ترامب تعود لسنوات أطول، حيث التقى مدير الاستراتيجيات في البيت الأبيض والمدير السابق لموقع اليمين البديل "بريتبارت نيوز" ستيفن بانون في عام 2012، عندما كان بانون مهتما بحركة اليمين المتطرف في أوروبا، ودعا فاراح لزيارة نيويورك وواشنطن، والتقى هناك بوزير العدل الحالي جيف سيشن.
ويورد التقرير نقلا عن فاراج، قوله العام الماضي لمجلة "نيويوركر": "لدي احترام كبير جدا لعقل الرجل"، وبعد ذلك بعامين فتح بانون في عام 2014 مكتبا لـ"بريتبارت"، وعين رحيم قاسم مديرا له، حيث عمل لاحقا مسؤولا لطاقم فاراج، وفي عام 2015 أقام "بريتبارت" حفل عشاء على شرف فاراج في "السفارة"، وهو لقب مكتب الموقع في واشنطن.
وتفيد الصحيفة بأن موقع "بلومبيرغ" قال إن الحاضرين خرجوا بحماس شديد نظرا للخطاب الذي ألقاه فاراج، وكان سيشن من بينهم، وفي 24 حزيران/ يونيو العام الماضي، شكر فاراج بانون على التغطية التي قام بها موقع "بريتبارت نيوز" لحملة الاستفتاء، وشكر بانون فاراج على الحملة التي خاضها، التي وصفها بحملة "داود وجالوت".
ويشير التقرير إلى أن علاقات فاراج مع ستون تخضع للتدقيق، لافتا إلى أن ستون تحدث عن علاقته بأسانج، وكتب على "تويتر" "قدوتي"، وتوقع ستون عملية القرصنة على رسائل حملة كلينتون وسماه الديمقراطيون في جلسات الاستماع، وهو محل تحقيق.
وتذكر الصحيفة أنه عندما التقى فاراج مع ترامب في المسيسبي في الصيف الماضي، فإن ستون تفاخر بان لديه "صديقا مشتركا"، خدم وسيطا بينه وبين أسانج، وذكر في تغريدة منفصلة أنه تناول العشاء مع فاراج.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه بعد فوز ترامب، كان فاراج اول شخص أجنبي يزوره، وأخذت لهما صورة أمام المصعد الذهبي في برج ترامب، والتقيا مرة أخرى في شباط/ فبراير، عندما تناولا العشاء بحضور إيفانكا ترامب وزوجها جارد كوشنر.